173

Ihtiras

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

Genres

وبالجملة فهذا يقتضي التعصب والتشعب الذي تزمل به المعترض...... ما تورط في مساقطه وتعثر، فكيف خالف عادته التي آثرها فيما آثر...... لم يأتي بشيء من هذا الكلام الدائر بين المتعصبين من المدعين لمعرفة الحديث والأثر، وهو قد قال فيما سيأتي أن حديث الغدير مطعون فيه اعتمادا منه على أن ابن أبي حاتم الرازي وأبي داود السجستاني على أن ابن أبي الرازي المذكور كان متحيزا في هذا الفن غير مطمئن حتى قال ابن الصلاح بلغنا: أن يوسف بن الحسين الرازي وهو الصوفي دلخ عليه وهو يقرأ كتابه في الجرح والتعديل فقال له: كم من هؤلاء القوم قد حطوا رواحلهم في الجنة منذ ومائة سنة ومائي سنة، وأنت تذكرهم وتكذبهم وتغتابهم، فبكى عبد الرحمن -يعني ابن أبي حاتم المذكور-.

قال ابن الصلاح: وبلغنا أيضا أنه حدث وهو يقرأ كتابه ذلك على الناس أن يحيى بن معين أنه قال: إنا لنطمئن على أقوام أصلهم قد حطوا رواحلهم في الجنة منذ أكثر من ماتي سنة، فبكى عبد الرحمن وارتعدت يداه حتى سقط الكتاب من يده، انتهى، فهذا هو قد أنبأك عن نفسه بحقيقة[88] طعنه وانتقاده، والمعترض أطمأن إلى قوله لوافقة غرضه واعتقاده.

وقال: أن حديث المنزلة غير صحيح معتمدا على ما قاله السيف الآمدي الذي قاله في حق الذهبي هو السيف، وقد صح أنه كان يقطع الصلاة. انتهى، فجعله سيفا قاطعا، نسأل الله السلامة.

Page 195