وأنت قد عرفت عنالك وستعرف فما سيأتي لنا من تحقيق ذلك أن دعواهم للعادة عاطلة عن البرهان باطلة عند ذوي الأذهان أذ لا عادة إلا في أوهامهم ولا جزم إلا في دعواهم واقتحامهم، وكيف يجزمون بنقتضى العادة التي ادعوها دعوى باطلة وهم متهمون للعقل وقائلون بأن أشيئا من أحكامه البديهية باطلة كما أشار إليه المعترض في هذا الموضع وصرح به في مواضع مما سيأتي إن شاء اللله عالى فهم اتباع القادحين في الحسيات والبديهيات والراكنين في نفي الحقائق إلى الفسطيات وهم مع ذلك معتمدون في تصحيح دينهم والثقة بجملة الشرئاع على العادات التي أيديهم نها بارعات فقد وقعوا في المناقضات؛ لأن قدوتهم من المتهمين للعقول والقادحين في الحسيات والبديهيات من كل أمر معقول إنما جعلوا جزم العقل في الأمور العادية قدحا من جملة القوادح الجلية الموجبة لاتهامه في أحكامه الكلية والجزئية، فكيف خالفوهم واعتمدوا على الأمور العادية وهم يعلمون أن اعتمادهم على العادات فرع...... بالعقول واحكامها ونتيجة رفضهم لتغليطها واتهامها هذا مع أن القول بجواز اجتماع الجزم بالشيء واحتمال نقيضه ومخالف في حين المنع باعتراف بعضهم حتى قال الكاتبي في الكلام المتقدم أولا: أنه في غاية السقوط، وقال ثانيا: أن له فيه نظرا، وكفى بشهادة صاحبهم عليهم.
فإن قلت: أن الكاتبي قد تابعهم فيما أدعوه من حصول الجزم عندهم بصحة الشرائع اعتمادا على العادات متى قال في آخر شرح المحصل أن العلم الضروري حاصل بأن الله لا يفعل الخارق للعادة إلا لأجل تصديق المدعي وإلا لما استمرت هذه العادة وما ذكرتموه من الجواز العقلي في أن إيجاده تعالى للمعجز لا يكون لأجل لاتصديق لا يقدح في هذا العلم الضروري كنا ضربناه من الأمصلة وهو أن ..... وصفوه الوجل .....الضوروي ....ز المحالة ..... مع جواز حصولهما بدون..... الوجل........أما على مذهب من أنسد الجوادث في عالمنا إلى الفاعل المختار فظاهر.
وأما على مذهب من أنسدها إلى علة موجبة فلاحتمال حدوث شكل غريب سماوي اقتضى تلك .... والصفوة في ذلك ...... من غير حصول معنى.... والوجل فيه، هذا كلامه ، وهو صريح في الاعتماد على العادات وقد صرح بعده بدعوى العادة في تصحيحه لللكلية القائلة كل من صدق الله فهو صادق، وأيضا فلو منع من تسليم المقدمة القائلة أن الحتمال في الأمور العادية لا ينافي الجزم بمقتضاها للزمه عدم الجزم بصحة الشرائع لزوما لا يزل له فيه أصلا.
Page 165