145

صوته في الموسم أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن جهلني فأنا جندب بن جنادة أنا أبو ذر أيها الناس إني قد سمعت نبيكم يقول إن مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تركها غرق ومثل باب حطة في بني إسرائيل أيها الناس إني سمعت نبيكم يقول إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وأهل بيتي إلى آخر الحديث فلما قدم إلى المدينة بعث إليه عثمان وقال له ما حملك على ما قمت به في الموسم؟ قال عهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرني به فقال من يشهد بذلك؟ فقام علي والمقداد فشهدا ثم انصرفوا يمشون ثلاثتهم فقال عثمان إن هذا وصاحبيه يحسبون أنهم في شيء

وروي أن يوما من الأيام قال عثمان بن عفان لعلي بن أبي طالب عليه السلام إن تربصت بي فقد تربصت بمن هو خير مني ومنك قال علي عليه السلام ومن هو خير مني؟ قال أبو بكر وعمر فقال علي عليه السلام كذبت أنا خير منك ومنهما عبدت الله قبلكم وعبدته بعدكم

قال سليم بن قيس حدثني سلمان والمقداد وحدثنيه بعد ذلك أبو ذر ثم سمعته من علي بن أبي طالب عليه السلام قالوا : إن رجلا فاخر علي بن أبي طالب عليه السلام فقال رسول الله لما سمع به لعلي بن أبي طالب فاخر العرب وأنت أكرمهم ابن عم وأكرمهم صهرا وأكرمهم زوجة وأكرمهم ولدا وأكرمهم أخا وأكرمهم عما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما وأقدمهم سلما وأعظمهم غنى بنفسك ومالك وأقرأهم بكتاب الله وأعلمهم بسنتي وأشجعهم لقاء وأجودهم كفا وأزهدهم في الدنيا وأشهدهم اجتهادا وأحسنهم خلقا وأصدقهم لسانا وأحبهم إلى الله وإلي وستبقى بعدي ثلاثين سنة تعبد الله وتصبر على ظلم قريش لك تجاهدهم في سبيل الله إذا وجدت أعوانا فتقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت معي على تنزيله ثم تقتل شهيدا تخضب لحيتك من دم رأسك قاتلك يعدل عاقر الناقة في البغض إلى الله والبعد منه.

قال سليم بن قيس جلست إلى سلمان وأبي ذر والمقداد فجاء رجل من أهل الكوفة فجلس إليهم مسترشدا فقال له سلمان عليك بكتاب الله فالزمه وعلي بن أبي طالب فإنه مع القرآن لا يفارقه فأنا أشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إن عليا يدور مع الحق حيث دار وإن عليا هو الصديق والفاروق يفرق بين الحق والباطل (1).

قال فما بال القوم يسمون أبا بكر الصديق وعمر الفاروق؟ قال نحلهما الناس اسم غيرهما كما نحلوهما خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وإمرة المؤمنين لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرهما معنا فسلمنا جميعا على علي بإمرة المؤمنين.

Page 157