Ihkam Qantara
إحكام القنطرة في أحكام البسملة
Genres
ومع عزل النظر عن ذلك، نقول(1): هذا أبو داود والترمذي وابن ماجه مع اشتمال كتبهم على الأسانيد السقيمة والأحاديث الضعيفة، لم يخرجوا منها شيئا فلولا أنهم علموا ضعفها لما كان كذلك، كذا في ((نصب الراية))(2)، و((البناية))(3)وغيرهما .
وثانيهما: ما في ((نصب الراية))(4)، و((البناية))(5)، وغيرهما: من أنه
لم يخرج أحاديث الجهر أحد من أصحاب المسانيد المعتبرة .
وأجل من خرجه الخطيب، فإنه قد بالغ فيه وشنع على من خالفه، والحاكم والدارقطني والبيهقي .
أما الخطيب وما أدراك ما الخطيب، فهو قد جاوز الحد وسلك مسلك التعصب واحتج(6) في كثير من المواضع بالأحاديث الموضوعة مع علمه بذلك .
وأما الحاكم فالثقات حاكمون بتساهله في باب التصحيح، وتعصبه في الترجيح، فكم من حديث ضعيف قد صححه، وكم من حديث لا عبرة به قد رجحه، ولا تعزز(7)بتصحيحه في ((المستدرك)) .
ولذا قال ابن دحية في كتابه ((المعلم)) المشهور: يجب على أهل الحديث أن يحفظوا من قول الحاكم أبي عبد الله، فإنه كثير الغلط ظاهرا، وقد غفل عن ذلك كثير من مقلديه .
Page 130