176

Ighathat Malhuf

إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي

د- الحديث المرسل (موضوع الاستدلال) يبين بأن هؤلاء الأئمة لا يهتدون بهدي النبي ولا يستنون بسنته وقلوبهم قلوب الشياطين، ومن كانت هذه حالته فهو عدو لله ولرسوله وللاسلام وللمسلمين بنص القرآن الكريم، قال تعالى: ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون) (¬1) ، فهل يمكن هؤلاء من التسلط على رقاب المسلمين والتصرف في مقدرات الأمة والعيث فسادا لمجرد تظاهرهم وادعائهم الإسلام نفاقا ومكرا؟

ه- الحديث المتصل يتحدث عما يلزم المسلمين في حالة الضعف، أي لا جماعة ولا إمام، حيث يأمرهم بالاعتزال ويسكت عن السمع والطاعة بخلاف الحديث المرسل (موضوع الاستدلال)، فإنه يأمر بالاستكانة، ويحرم على المسلم دفع الظلم الذي يقع عليه من الأمراء الجورة، لأن النص يقول :" تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فأسمع وأطع".

و- ثم إن الأئمة الذين أوجب الله سبحانه وتعالى طاعتهم في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) (¬2) ، لهم شروط بدونها لا طاعة لهم أبدا وهذه الشروط هي :

1- أن يكونوا طائعين لله ورسوله.

2- أن تكون طاعتهم طاعة لله ورسوله، والرضا بالجور والظلم والاستكانة للجورة ليس بطاعة.

3- أن يكون الأمراء والأئمة منا، لأن القرآن الكريم ينص بقوله تعالى: (منكم).

فهؤلاء هم الذين أوجب الرسول صلى الله عليه وسلم طاعتهم فيما صح عنه من أحاديث بهذا الشأن، مثل ما رواه أبو هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

(من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد

أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني) (¬3) .

¬__________

(¬1) سورة الأنعام، آية رقم 112.

(¬2) سورة النساء، آية رقم 59.

(¬3) رواه مسلم : النووي (شرح صحيح مسلم)، ج12، ص 427، ك33، ب 8، برقم 4726.

Page 176