169

Ighathat Malhuf

إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي

قالت طائفة من العلماء : في هذه الحالة يسقط فرض التغيير باليد - وربما باللسان أيضا - ويكون الواجب هو التغيير بالقلب، وطاعة الحاكم في غير معصية، والصبر على ظلمهم وفسوقهم، أما خلعهم أو الخروج عليهم فحرام (¬1) .

وأصحاب هذا القول هم : الإمام أحمد بن حنبل، وبعض أهل السنة وخاصة أهل الحديث (¬2) .

قال ابن تيمية : "ولهذا كان من أصول أهل السنة والجماعة لزوم الجماعة وترك قتال الأئمة .... وأما أهل الأهواء -كالمعتزلة- فيرون القتال للأئمة من أصول دينهم" (¬3) .

وقال السفاريني الحنبلي :" أترك مخادعة أهل البدع وتزويق ما يظهرون من جواز الخروج على الإمام" (¬4) .

¬__________

(¬1) أنظر : ابن تيمية (مجموع الفتاوي)، ج28، ص 128-129، وابن حجر (فتح الباري)، ج14، ص 498، والنووي (شرح صحيح مسلم)، ج12، ص 433، والطحاوي (شرح العقيدة الطحاوية)، ص 334، والسفاريني (لوامع الأنوار)، ج2، ص 423، واللالكاني (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)، ج7، ص 1299.

(¬2) أنظر : ابن تيمية (مجموع الفتاوي)، ج28، ص 128، والطحاوي (شرح العقيدة الطحاوية)، ص 334، والسفاريني (لوامع الأنوار)، ج2، ص 423، ومجموعة من العلماء (البيان المفيد)، ص 10، وابن حزم (الفصل في الملل والأهواء والنحل)، ج4، ص 171، والجويني (غياث الأمم)، ص 104، والبنغلي (العقائد السلفية)، ج2، 416، والسبحاني ( بحوث في الملل والنحل ) ، ج 1 ، ص 186. وتنسب بعض المراجع هذا القول إلى الصحابة الذين اعتزلوا وتركوا القتال مع الإمام علي كرم الله وجهه، وهذا لا يصح، لأن الكلام هنا في كيفية التعامل مع الإمام الجائر، والإمام علي ليس كذلك، أنظر : ابن حجر (فتح الباري)، ج14، ص 530.

(¬3) ابن تيمية (مجموع الفتاوي)، ج28، ص 128-129.

(¬4) السفاريني (لوامع الأنوار)، ج2، ص 423.

Page 169