238

المرذول، لكنه غير بدع عند أهل الضلال، ولا عجب من اختيارهم فيما سلف من الازمان والاحوال، وأن تقديم تيم وعدي على بني هاشم وعبد مناف إنما هو كتقديم العبيد على السادات، وتغلب أبي بكر بن أبي قحافة على مقام رسول الله صلى الله عليه وآله، ودفع أخيه ووصيه وصهره ووزيره ووارثه وخليفته في أهله وأحب الخلق إلى الله تعالى وإليه لعجيب، تكاد النفوس منه تذوب، لكنا إذا وكلنا الامر إلى ما قدمناه من ذكر أمثاله في البدائع من الامور فيما سلف، سلت لذلك القلوب. وقد قال الشاعر: أجاء نبي الحق من آل هاشم * لتملك تيم دونهم عقدة الامر ؟ ! وتصرف عن قوم بهم تم أمرها * ويملكها بالصفر منهم أبو بكر أفي حكم من هذا فنعرف حكمه * لقد صار عرف الدين نكرا إلى نكر (1) ! وقال أيضا رحمه الله: أترى صهاكا وابنها وابن ابنها * وأبا قحافة آكل الذبان كانوا يرون، وفي الامور عجائب * يأتي بهن تصرف الازمان أن الخلافة من وارثة هاشم * فيهم تصير وهيبة السطان (2)

---

(1) الصراط المستقيم 2: 306 قال: من أحسن ما روته العباسة من شعر أبيها السيد الحميري. وذكر الابيات. (2) ديوان السيد الحميري: 792.

--- [ 240 ]

Page 239