223

ناقض لامره في ذلك وعادل عنه هذان الرجلان، فأراد عليه السلام تأكيد الحجة عليهما، بتخصيصهما بالامر باتباع الكتاب. والعترة بعد عمومها به، ودخولهما في جملة المخاطبين من سائر الناس، فناداهما على التخصيص لما قدمناه من التوكيد في الحجة عليهما، فقال: " اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر " وكانا هما المناديين بالاتباع دون أن يكون النداء إليهما على ما شرحناه. وليس بمنكر أن يبتدئ بالامر بلفظ الجمع لاثنين، أو بلفظ الاثنين للجمع اتساعا، كما يعبر عن الواحد وليس فيه من معاني الجمع قليل ولا كثير بلفظ الاثنين أو الجمع، قال الله عزوجل: { هذان خصمان اختصموا في ربهم } (1). وقال { وهل أتاك نبؤا الخصم إذ تسوروا المحراب - إلى قوله - خصمان بغى بعضنا على بعض } (2). وإذا كان الامر على ما وصفناه فقد سقط ما تعلق به الناصبة من الحديث، ولم يبق فيه شبهة، والحمد لله.

---

أجلة الصحابة، رواه في صحيح مسلم 4: 1883 / 36 و37، سنن الترمذي 5: 662 / 3786 و663 / 3788، سنن الدارمي 2: 431، سنن البيهقي 2: 148 و7: 30 و10: 114، مسند أحمد 3: 14 و17 و26 و59 و4: 366 و371، مستدرك الحاكم 3: 109 و148. (1) سورة الحج 22: 19. (2) سوره ص 38: 21، 22. (*)

--- [ 225 ]

Page 224