83
وقوله: (قتلتم سعدا. فقلت: قتل الله سعدًا) ليس هو كما يقع للناس أنه دعاء على سعد، وإنما هو على سبيل الإخبار؛ لأنهم أرادوا: قتلتم سعدًا بالوطء والدوس. فقال عمر: (قتل الله سعدًا) أي: إن كان قد قتل فالله قد قتله، أي فلو مات كان دمه هدرًا في مصلحة المسلمين. وقوله: (فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا). المعنى لا ترون تغريره بنفسه واحتقاره أن يقتل أن حمله على ذلك حق. وقول ابن شهاب: (إن عويم بن ساعدة من الرجال الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿فيه رجال يحبون أن يطهروا والله يحب المطهرين﴾ فإنما أخبر أنهم أحبوا ما أحب الله منهم. * وفيه أيضا: أنهم أحبوا أن يتطهروا، والله يحب المتطهرين أي الكاملي الطهارة. * وقول معن بن عدي: (لكني والله أحب أني مت قبله حتى أصدقه ميتا كما صدقته حيا) فإن هذا من متانة فقهه (٣٣/ أ)، وإن موت الرسول ﷺ زلزلة قوية لإيمان الخلق، وما أحسه معن أن يكتب له ثبات وسلامة من هذه الزلزلة مقصودة حسن وغرض صالح، ﵃ أجمعين. - ٢٧ - الحديث التاسع: (في اعتزال النبي ﷺ نساءه). [عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أنه قال: لم أزل حريصًا أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي ﷺ

1 / 121