أحرق الباقي فإنه لم يرد بذلك إلا الإشعار بشدة عزمه فيه وصلابته في العمل بمقتضاه لئلا يجري بين الأمة اختلاف في شيء منه.
* وقوله: (مع خزيمة الأنصاري قد كنت أسمع رسول الله ﷺ يقرأ بها)، وهذا يدل على أنه أضاف قول خزيمة إلى علمه بذلك.
* وفيه من الفقه أنهم- ﵃ لم يكونوا مهملين لشيء من القرآن، حتى إنهم اختلفوا في (التابوت- والتابوه) حتى أثبتوه (التابوت)، بلسان قريش.
* وفي هذا الحديث من الفقه أيضا ما قد يدل على شرف قريش، وأنهم أفصح العرب، لقول عثمان ﵁: (فإن القرآن نزل بلغة قريش) وقد صدقه في ذلك القرآن بقوله ﷿: ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه﴾.
* وفيه أيضا من الفقه أن المؤمن قد يتخوف من الإقدام على الأمر إلى أن يتيقن جوازه، ألا ترى قول زيد بن ثابت: (فلو كلفاني نقل جبل ... إلى آخر حديثه)، إلا أن هذا قد يعرض للإنسان فيما الصواب ضده، فينبغي للإنسان أن لا يقف مع خواطره.
* وفي هذا الحديث من الفقه أن المؤمن قد يستدل بانشراح صدره في الأمر على كونه رضا لله ﷿ إذا كان قد عرف منه وعرف من نفسه معاصاة الهوى، وإباء الميل إلى الدنيا.
- ١٠ -
الحديث الرابع: (في ذكر الصدقات)
[من حديث أنس: أن أبا بكر الصديق لما استخلف، كتب له حين وجهه إلى البحرين، هذا الكتاب؛ وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر: (محمد) سطر،