231
قال بعض الرواة عن سفيان بن عيينة: لم يجد علي بدًا حين كان عنده علم منه أن ينهيه إليه. قال: ويروى أن عثمان إنما رده؛ لأن عنه علمًا من ذلك فاستغنى عنه]. * في هذا الحديث من الفقه أن العالم يعين العالم، وأنه يتعين على كل من عنده علم يعلم أن الإمام يحتاج إليه أن يعلمه به، ويهديه إليه. * وفيه أيضًا دليل على أن الإمام إذا كان عنده علم مما أرسل إليه به أن يعيد ذلك إلى من أرسل به، إذ هو مستغن عنه، ولا يقبل شيئًا لا يحتاج إليه، وكان علي ﵁ أحلم من الذي ظن أنه سيحفظه هذا إذ ليس في هذا ما يحفظ، ولا كان علي ﵁ يغضب إلا لله ﷿ وللحق، ولمي كن عند عثمان ﵁ ما يتناوله الغضب لله ﷿ بحال، وإنما أعادها إيه لأنه كان عاملا بها فلم ير أن يكون عاملا بها بقول غيره لأنه مجتهد، والمجتهد لا يتبع مجتهدًا. -١٤٠ - الحديث الخامس: [عن أن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله ﷺ؟ قال: أبو بكر: قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. قال: وخشيت أن أقول ثم من؟ فيقول عثمان: فقلت ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين].

1 / 269