في هذا الحديث من الفقه:
* أن الدعاء في الصلاة جائز؛ لقول أبي بكر ﵁: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي؛ ولم ينكر عليه.
* وفيه أيضا أنه لا يدعى في الصلاة إلا بما ورد في الأخبار، لأن أبا بكر ﵁ لم يستجز أن يدعو في الصلاة إلا بما يتلقنه من رسول الله ﷺ، فأما غير الصلاة فيدعو فيها بما يشاء.
* وفيه من الفقه أيضا أن الدعاء على الإطلاق ينبغي أن (٤/ ب) يتوخى به النطق المأثور عن رسول الله ﷺ، وأن لا تواجه عظمة الرب سبحانه إلا بالآداب النبوية المؤيدة بالعصمة.
* وفيه أيضا من الفقه أنه قال: (قل اللهم) وهذا الاسم، هو الاسم الأعظم من حيث إنه الأشهر والأظهر، ولذلك يقال: السواد الأعظم، أي الأشهر والأظهر، ولهذا الاسم خصائص منها لحوق هذه الميم في النداء به، وليس في الأسماء كلها ما تلحقه هذه الميم في النداء غيره.
* وفي العربية أنه عوض من حرف النداء، إلا أنه قد جاء في الشعر الجمع بينها وبين حرف النداء للضرورة. ومن خصائصه أيضا لحوق ياء القسم به، وأنه المراد بقوله ﴿الله نور السموات والأرض﴾ أي هذا الاسم هو قولنا (الله نور السموات والأرض)، فله يتراحم المتراحمون، وبخوفه يكف الظالمون، ويهدد المسرفون، ويأمل الخلف المتصدقون.
وقوله: (إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا) فيه من الفقه:
* أن رسول الله ﷺ أصل له هذا الحديث تأصيلا عاما شاملا لكل دعاء، وبيان
1 / 50