وكتب يوسف إلى الوليد بن يزيد بذلك، فكتب الوليد يأمره بالإفراج عنه وترك التعرض له ولأصحابه، فكتب يوسف إلى نصر بما أمره به ، فدعاه نصر وحل قيده، وقال له: لا تثير الفتنة، فقال له عليه السلام: " وهل فتنة في أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله أعظم من فتنتكم التي أنتم فيها من سفك الدماء، والشروع فيما لستم له بأهل ". فسكت عنه نصر وخلى سبيله فخرج من عنده وجاء إلى (بيهق) وأظهر الدعوة هناك، وبايعه فيها سبعون رجلا، واجتمع إليه نفر، فكتب نصر بن سيار إلى عمرو بن زرارة بقتاله وكتب إلى قيس بن عباد عامل (سرخس)، وإلى الحسن بن زيد عامل (طوس) بالانضمام إليه، فاجتمعوا وبلغ القوم زهاء عشرة آلاف، وخرج يحيى بن زيد رضي الله عنه إليهم فقاتلهم وهزمهم وقتل عمرو بن زرارة واستباح عسكره، وأصاب منهم دواب كثيرة، وخرج حتى نزل أرض (جوزجان)، ونزل قرية من قراها يقال لها: (أرغويه)، ولحق به جماعة من عساكر خراسان وبايعوه، وبقي على أمره مدة يسيرة.
ومن شعره عليه السلام:
خليلي عني بالمدينة بلغا .... بني هاشم أهل النهى والتجارب
فحتى متى مروان يقتل منكم .... سراتكم والدهر فيه العجائب
لكل قتيل معشر يطلبونه .... وليس لزيد بالعراقين طالب
وله أيضا رضي الله عنه:
يابن زيد أليس قد قال زيد: .... من أحب الحياة عاش ذليلا
كن كزيد فأنت مهجة زيد .... واتخذ في الجنان ظلا ظليلا
Page 52