Idara Islamiyya Fi Cizz Carab
الإدارة الإسلامية في عز العرب
Genres
بعيد مراد العين ما رد طرفه
حذار الغواشي باب دار ولا ستر
استعمل عبد الملك بشرا، وأمره بالشدة والغلظة على أهل المعصية
47
وباللين على أهل الطاعة، وخلف معه أربعة آلاف من أهل الشام منهم روح بن زنباع ورجاء بن حيوة الكندي، وهما من أمثل رجال بني أمية وأعلمهم وأسوسهم. وكان من سياسة بشر أو من سياسة دولته عامة أنه إذا ضرب البعث
48
على أحد من جنده ثم وجده قد أخل بمركزه أقامه على كرسي، ثم سمر يديه في الحائط، ثم انتزع الكرسي من تحت رجليه فلا يزال يتخبط حتى يموت. وبهذه الشدة على المجندين ما كانت تحدث أحدا نفسه بالهزيمة من الخدمة، وكان جيش أمية أطوع جيش عربي. ولا يستغربن أحد هذه الشدة فجزاء الفار من الجندية في يومنا هذا القتل .
رأينا عبد العزيز بن مروان أمير مصر، وما كان من نصيحة أبيه له في سياسة الرؤساء ليسلس له قياد المرءوسين، وكيف لقنه أبوه أقرب الطرق إلى استمالة القلوب، وكان عند حسن ظنه به، فجاء عبد العزيز نابغة في إدارته، عمرت مصر في أيامه عمرانا ليس مثله، ومما بنى في حلوان الدور والمساجد وغيرها أحسن
49
عمارة وأحكمها، وغرس نخلها وكرمها، وكان له ألف جفنة
Unknown page