250

Īḍāḥ al-tawḥīd bi-nūr al-tawḥīd li-Saʿīd al-Ghaythī

إيضاح التوحيد بنور التوحيد لسعيد الغيثي

Genres

وقوله: «أن محمدا عبده ورسوله» فهو: ابن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، عبده ورسوله، أي كذلك يجب عليه أن يعتقد بأن سيدنا محمدا هو عبد الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وقد سماه الله تعالى باسم العبد في كتابه، قال عز وجل: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} (¬1) ، وقال سبحانه وتعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا} (¬2) ، وسماه بالرسول في قوله: {محمد رسول الله} (¬3) ، وله أسماء كثيرة: وتقدم ذلك، واختلف في وجوب معرفة أبيه وجده ونسبه - صلى الله عليه وسلم - .

وقوله: «وأن ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - حق»، أي كذلك يجب على البالغ المجتمع فيه ما قدمنا تفصيله من القيود الاعتقاد بأن كل ما أخبر به النبيء - صلى الله عليه وسلم - من أمور المعادن والمعاش كالأمر بوجوب الفرائض، والنهي عن فعل المحارم، وكوجود الملائكة ودار الجزاء وغير ذلك مما جاء به نبينا - صلى الله عليه وسلم - عن ربه، فجميع ذلك حق، أي ثابت لا شك فيه، قال شيخنا سيف بن ناصر رحمه الله تعالى: «فإن قلت: من أين لك أن تقول: وأن ما جاء به حق من عند الله من الجملة، والنبيء صلوات الله عليه وسلامه يدعو الناس إلى قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولم يرد عنه ولا عن الخلفاء الراشدين أن قوله: وأن ما جاء به حق من عند الله؟

¬__________

(¬1) -سورة الجن: 19.

(¬2) - سورة الإسراء: 1.

(¬3) - سورة الفتح: 29.

Page 252