ومنهم من قال: سميت سورة لأنها مشتق من سور البناء والمدينة، وذلك لأن السور يوضع بعضه فوق بعض حتى ينتهي في الارتفاع الى المنتهى الذي يراد (¬1) ، فالقرآن أيضا وضع آية إلى جنب آية حتى بلغت السورة في عدد الآي المقدار الذي أراد الله -تبارك وتعالى (¬2) .
ومنهم من قال: سميت سورة لانها وصفت بالعلو والرفعة، وكذلك سور المدينة، سمي سورا لإرتفاعه (¬3) ، وأنشد قول النابغة:
ألم تر أن الله أعطاك سورة (¬4) ... ... ... ... ... ... ... ... ... ..
أي شرفا ورفعة.
ومنهم من قال: سميت سورة لأنها جمعت الآيات والكلمات والحروف فصارت السورة محيطة بذلك كله، وكذلك سور المدينة وهو محيط بمساكنها وأبنيتها ومواضعها وجميع ما فيها (¬5) .
وقال الأنباري: سميت سورة لكبرها وتمامها على حيالها من قولهم: له سور من الإبل أي: اقرام كبار(7) واحدتها سورة (¬6) .
وقال أبو عبيدة: من لم يهمزها فمجازها مجاز منزلة ثم يرتفع منها إلى منزلة أخرى كمجاز سورة البناء، قال النابغة الذبياني في النعمان بن المنذر:
الم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب (¬7)
أي: منزلة شرف ارتفعت إليها عن منازل الملوك (¬8) .
وجمع سورة القرآن يخالف جمع سورة البناء، فجمع سورة القرآن سور بفتح الواو مثل ظلمة وظلم، وجمع سورة البناء سور ساكنة الواو مثل صوفة وصوف وبسرة بسر (¬9) .
Page 165