196

Al-Īḍāḥ fī ʿulūm al-balāgha - Iḥyāʾ al-ʿulūm

الإيضاح في علوم البلاغة - إحياء العلوم

Editor

محمد عبد المنعم خفاجي

Publisher

دار الجيل

Edition Number

الثالثة

Publisher Location

بيروت

تعريفه بالإضماء
...
فإن كان بالإضمار:
فإما؛ لأن المقام مقام التكلم، كقول بشار:
أنا المرعث لا أخفى على أحد ... ذرت بي الشمس للقاصي وللداني١
وإما؛ لأن المقام للخطاب، كقوله٢ الحماسية:
وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني ... وأشمت بي من كان فيك يلوم
وإما؛ لأن المقام مقام الغيبة، لكون المسند إليه مذكور أو في حكم المذكور لقرينة كقوله٣:
من البيض الوجوه، بني سنان ... لو أنك تستضيء بهم أضاءوا
هم حلوا من الشرف المعلى ... ومن حسب العشيرة حيث شاءوا
وقوله تعالى: ﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾، أي العدل٤.

١ المرعث: المقرط، وكان يلقب بذلك لرعثة كانت له في صغره، والرعثة القرط، ذرت: طلعت: كناية عن شهرته، ومثل البيت قول المتنبي:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم
وقول الكميت:
أنا الذي يجدوني في صدورهم ... لا أرتقي صدرًا منها ولا أرد
٢ هي أمامة ترد على ابن الدمينة، وتجد البيت في المفتاح ص٧٨.
٣ البيتان لأبي البرج المري في زفر بن سنان، وبعدهما:
بناة مكارم وأساة كلم ... دماؤهم من الكلب الشفاء
والشاهد: تعريف المسند إليه بضمير الغيبة لتقدم ذكره لفظًا تحقيقًا.
ومثله زيد جاء وهو يضحك.
٤ التعبير بالمسند إليه ضمير غيبة لتقدم ذكره:
لفظًا: حقيقة مثل حضر التلميذ وهو يبتسم، أو تقديرًا مثل: في داره زيد، وضرب غلامه زيد.
أو معنى: لدلالة لفظ عليه مثل: ﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾، أو دلالة قرينة حال مثل "فلهن ثلثا ما ترك" أي الميت؛ لأن الكلام في الإرث.
أو حكمًا مثل ربه فتى.

2 / 10