161

Idah Dalil

إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل

Investigator

وهبي سليمان غاوجي الألباني

Publisher

دار السلام للطباعة والنشر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

Publisher Location

مصر

اعْلَم أَن الضحك الَّذِي يعتري الْبشر عِنْد حُصُول فَرح الْقلب أَو استفزاز طرب أَو ظُهُور أَمر مَسْتُور جهل سَببه محَال على الله تَعَالَى وَمَعْنَاهُ فِينَا يرجع إِلَى ظُهُور أَمر مَسْتُور وَكَانَ السرُور بالشَّيْء أظهر بضحكه هَذَا بدايته وَأما نهايته فترتب أَثَره عَلَيْهِ وَلما كَانَ الضحك فِينَا محالا على الله تَعَالَى فَلَا بُد من تَأْوِيل الحَدِيث قَالَ البُخَارِيّ ضحكه رَحمته وَقَالَ الْخطابِيّ الضحك هُنَا الْإِخْبَار عَن رِضَاهُ وَحسن مجازاته لعَبْدِهِ وَهُوَ مجَاز سَائِغ فَالْمُرَاد بِهِ هُنَا نِهَايَة الضحك فِينَا وَهُوَ تَرْتِيب أجره عَلَيْهِ وَمَعْنَاهُ إِظْهَار كرامته لعَبْدِهِ وفضله عَلَيْهِ وإقباله لِأَن المسرور بالشَّيْء الْمقبل عَلَيْهِ يبش عِنْد رُؤْيَته ويضحك فَهُوَ عبارَة بِالسَّبَبِ عَن الْمُسَبّب وَهُوَ مجَاز سائع مُسْتَعْمل كَمَا تقدم وَقيل مَعْنَاهُ أَنه تَعَالَى لَو كَانَ مِمَّن يضْحك لضحك من ذَلِك وَقيل لَعَلَّه من الرباعي بِضَم الْيَاء وَكسر الْحَاء أَي يضْحك الله مَلَائكَته أَو عباده وَحَيْثُ نسب إِلَى الرب تَعَالَى فَالْمُرَاد بِهِ الْمُبَالغَة فِي إِظْهَار الإقبال والرضى كَقَوْلِه فَإِن أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولة تَمْثِيل للْمُبَالَغَة فِي إسراع المجازاة والإقبال وَمن حمل الضحك على ظَاهره فمبتدع مجسم وَأما رِوَايَة من روى عجب رَبكُمَا فَالْمُرَاد

1 / 169