135

Īḍāḥ al-dalīl fī qaṭʿ ḥujaj ahl al-taʿṭīl

إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل

Editor

وهبي سليمان غاوجي الألباني

Publisher

دار السلام للطباعة والنشر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

Publisher Location

مصر

فوصل النفخ إِلَيْهَا
وَقَوله ﴿من رُوحنَا﴾ أَي نفخ جِبْرِيل ﵇ وَيدل عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى ﴿فَأَرْسَلنَا إِلَيْهَا رُوحنَا﴾ والمرسل جِبْرِيل بِاتِّفَاق الْعلمَاء وَقد سَمَّاهُ الله تَعَالَى روحا فِي مَوَاضِع من كِتَابه الْعَزِيز وَمِنْه ﴿نزل بِهِ الرّوح الْأمين﴾ وَقَالَ ﴿نزله روح الْقُدس من رَبك﴾ وَقَالَ ﴿وأيدناه بِروح الْقُدس﴾ يَعْنِي جِبْرِيل
وَنسبَة إِضَافَة الرّوح فِي آيَات مَرْيَم كلهَا نِسْبَة إِضَافَة ملك وَخلق وتشريف كَمَا قدمْنَاهُ فِي آدم ﵇ لِأَن نفخ جِبْرِيل كَانَ بِأَمْر الله وَسمي الْمَسِيح ﵇ روح الله إِمَّا تَشْرِيفًا لَهُ أَو لِأَنَّهُ كَانَ بأَمْره وخلقه من غير وَاسِطَة لأَب
وَهَذَا كَاف فِي هَذَا وَمن جعل من للتَّبْعِيض فحلولي مجسم تَعَالَى الله وتقدس عَن ذَلِك
الْآيَة الرَّابِعَة وَالْعشْرُونَ قَوْله تَعَالَى ﴿رَضِي الله عَنْهُم وَرَضوا عَنهُ﴾
اعْلَم أَن معنى الرِّضَا سُكُون النَّفس إِلَى الشَّيْء والإرتياح إِلَيْهِ وَذَلِكَ على الله تَعَالَى

1 / 143