57

Idah Cilal Nahw

الإيضاح في علل النحو

Investigator

الدكتور مازن المبارك

Publisher

دار النفائس

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤٠٦ هـ -١٩٨٦ م.

Publisher Location

بيروت

Genres

باب ذكر علة دخول التنوين في الكلام ووجوهه اعلم أن التنوين يدخل في الكلام لثلاثة معان. أحدها الفرق بين المتمكّن الخفيف في الأسماء، وبين الثقيل الذي ليس بمتمكن، كذلك قال سيبويه: والتنوين علامة للأمكن عندهم، وتركه علامة الما يستثقلون فجعله سيبويه فارقًا بين المتصرّف من الأسماء وغير المتصرّف وجعله لازمًا للمتصرف لخفته. وقال الفرَّاء التنوين فارق بين الأسماء والأفعال. فقيل له: فهلا جُعل لازمًا للأفعال؟ فقال: الأفعال ثقيلة، والأسماء خفيفة، فجعل لازمًا للأخف. وهذا القول مأخوذ من الأول. لأن ما لا ينصرف مضارع الفعل، وقد رجع ذلك إلى معنى واحد. وقال بعض الكوفيين، التنوين فاصل بين المفرد والمضاف. وهذا أحد المعاني التي يدخل لها التنوين. والمعنى الثاني أن يكون عِوضًا من محذوف من الكلمة. وذلك قولك هؤلاء حوارٍ وسوارٍ وغواشٍ وقواصٍ. وذلك أن التنوين في هذا الجنس عوض من نقصان البناء، ولذلك صار لازمًا. وأصله جواري وسواري، فاستثقلت الضمة في الياء المكسور ما قبلها. وكذلك كان في حال الجر، مررت بجواري وسواري مثلًا، فاستثقلت للكسرة قبلها أيضًا فأسكنت، فلمّا سكنت نقص البناء،

1 / 97