مستحقة الإعراب قبل المضارعة، ألا ترى أن قولك لما كان يقوم، يحتمل معنى قائم، ومعنى سوف يقوم على الاستقبال. اشبهت الاسماء هو قول سيبويه بعينه "إن يفعل إنما أعرب لمضارعته لفاعل" كذلك قولنا في يحرص ويطبع".
احتجاج للكوفيين آخر. قال بعضهم الدليل على ان اصل الإعراب للأسماء والأفعال معا أن الأفعال أيضا تختلف معانيها كما اختلفت معاني الاسماء / فتكون ماضية، ومستقبلة، وموجبة، ومنفية، ومحازي بها، ومأمورا بها، ومنهيا عنها، وتكون للمخاطب والمتكلم والغائب. والذكر والانثى؟ فإن كان اختلاف المعاني أوجب للأسماء الاعراب عندكم فاختلاف هذه المعاني في الافعال يوجب إعرابها، لأنها مثل ذلك أو أكثر، وإلا فما الفرق؟
وكان ابن شقير يعتل بمثل هذا الاعتلال ويردده كثيرا. وكان شديد التعصب مع الكوفيين على البصريين، مع اعتقاده مذهب البصريين.
الجواب عن هذا الاحتجاج. يقال للمحتج به: إن اختلاف معاني الأفعال إنما هو لغيرها لا لها، لأنه إنما تختلف معانيها للأسماء التي نعمل فيها. فهو الذي ذكرناه يعينه من اختلاف المعاني المعتورة للأسماء، ألا ترى أنا لم نقل إن الإسم يختلف معناه في ذاته ليتغير عن الإسمية ولا يتغير المسمى به، وإنما اختلاف المعاني الداخلية عليها هو ان تكون فاعلة مرة ومفعولة اخرى. وتكون مأمورة مرة ومنهية اخرى، وتكون مخبرة مرة مخبرا عنها، وموجبا لها الفعل ومنفيا عنها فهذا بعينه هو الذي من اجله وجب للأسماء الإعراب.
1 / 81