** فائدة: اختلف الناس في النوم على مذاهب أحدها أن النوم لا ينقض الوضوء على أي حال كان هو محكي عن أبي سعيد الأشعري وسعيد بن المسيب وأبي مجلد وحميد الأعرج والشعبي. والمذهب الثاني: أن النوم ينقض بكل حال وهو مذهب الحسن البصري ومن ذكر معه. المذهب الثالث: أن كثير النوم ينقض الوضوء بكل حال وقليله لا ينقض بكل حال وهو مذهب الزهري وربيعة والأوازعي ومالك وأحمد في أحد الروايتين عنه. المذهب الرابع: أنه إذا نام على هيئة من هيئة المصلين كالراكع والساجد والقائم والقاعد لا ينقض وضوءه سواء كان في الصلاة أو لم يكن، وإن نام مضطجعا أو مستلقيا على قفاه انتقض وضوءه، وهو مذهب أبي حنيفة وداود. المذهب الخامس: أنه لا ينقض إلا نوم الساجد والراكع وروي عن أحمد. المذهب السادس: أنه لا ينقض إلا نوم الساجد، روي عن أحمد. المذهب السابع ، أنه لا ينقض النوم في الصلاة بكل حال وينقض خارج الصلاة وهو قول ضعيف للشافعي. المذهب الثامن: أنه إذا نام جالسا سواء كان في الصلاة أو خارجها وهو مذهب الشافعي، وعنده أن النوم ليس حدثا في نفسه وإنما هو دليل على خروج الريح.
[56] روي عن علي رضي الله عنه. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه. وروي عن معاوية. رواه أحمد والدارقطني.
[57] قوله: وقال آخرون: النوم كله لا ينقض الوضوء.. الخ. قال أبو محمد: وهذا القول على ف\قلة استعمالهم له عندي انظر لأن السنة تشهد بصحته لما روي ( أن النبي عليه الصلاة والسلام اتكأ على يده نائما حتى نفخ ثم قام وصلى فقيل له: نعست، فقال صلى الله عليه وسلم: تنام عيني ولا ينام قلبي ) والنبي غليه الصلاة والسلام مستو هو وغيره في حكم البشرية إلا فيما أخبرنا أنه مخصوص به، وكيف وقد نام حتى طلعت الشمس عليه ولو لم ينم قلبه لم يؤخر الصلاة عن وقتها حتى تذهب ويصليها في غير وقتها هو وأصحابه انتهى.
Page 169