كما نلحظ حسن سياسة القادر، وتدرجه في مدافعة الطوائف المنحرفة الظاهرة في عصره، فقد ابتدأ بأشنعها وهم العبيديون الباطنيون، فكتب المحضر الشهير سنة ٤٠٢هـ، والذي قدح في نسب العبيديين، وكشف عن زندقتهم وكفرهم الصراح، ثم انتقل القادر إلى مواجهة المعتزلة والرافضة فاستتابهم سنة ٤٠٨هـ، ومنعهم من التدريس والمناظرات، وفي سنة ٤٢٠هـ كتب الاعتقاد القادري في تقرير مذهب أهل السنة والردّ على عامة أهل البدع بما فيهم الأشاعرة.
(تبيّن - من خلال هذا البحث - أن الاعتقاد القادري ألّفه أبو أحمد الكرجي، وكتبه القادر بالله، كما أن متن الاعتقاد القادري لا يتجاوز بضع صفحات.
(أن للاعتقاد القادري مزايا عديدة ومهمة، يندر أن تجتمع في غيره، كما أن آثار وثمرات تصنيفه لم تقتصر على مكان محدد، أو زمان معيّن، فقد قريء في عدة أمصار، وحُمل إلى أطراف البلاد، كما قريء في أزمان مختلفة، واحتج به في عصور كثيرة.
فاللهم ارحم الخليفة القادر، وارفع درجته في المهديين، وبالله التوفيق.
1 / 262