Ictilal Qulub
اعتلال القلوب
Investigator
حمدي الدمرداش
Publisher
مكتبة نزار مصطفى الباز
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
Publisher Location
مكة المكرمة
بَابُ احْتِمَالِ الْمَكْرُوهِ فِي طَاعَةِ الْهَوَى
٧١٢ - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ قَالَ: «كَانَ لِسُلَيْمَانَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ جَارِيَةٌ تَطْحَنُ كُلَّ لَيْلَةٍ، لَا أَعْلَمُهُ ثَلَاثَةَ أَقْفِزَةٍ، فَخَالَهَا شَيْطَانٌ فَانْطَلَقَ إِلَى الْبَحْرِ فَشَقَّهُ وَاتَّخَذَ رَحَى مَاءٍ، فَكَانَ يَذْهَبُ بِبُرِّهَا كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَطْحَنُهُ فِي سَاعَةٍ وَيَأْتِيهَا بِهِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ سُلَيْمَانُ ﵇، فَسَأَلَهَا فَدَلَّتْ عَلَيْهِ فَعَمِلَ لَهُ رَحَى الْمَاءِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ عَمِلَهَا»
٧١٣ - أَنْشَدَنِي دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَلَبِيُّ:
[البحر الطويل]
وَإِنِّي لَأَهْوَاهَا وَإِنْ طَالَ هَجْرُهَا ... وَأَمْنَحُهَا وُدِّي وَإِنْ صَرَمَتْ حَبْلِي
إِذَا كُنْتُ أَجْزِيهَا بِسُوءِ صَنِيعِهَا ... إِلَيَّ فَقَدْ صَارَتْ إِذًا فِي الْهَوَى مِثْلِي
٧١٤ - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ زَيْدٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، كَانَ إِذَ ضَرَبَ الْبَعْثَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ جُنْدِهِ ثُمَّ وَجَدَهُ قَدْ أَخَلَّ بِمَرْكَزِهِ أَقَامَهُ عَلَى كُرْسِيٍّ ثُمَّ سَمَّرَ يَدَيْهِ فِي الْحَائِطِ ثُمَّ انْتَزَعَ الْكُرْسِيَّ مِنْ تَحْتِ رِجْلَيْهِ، فَلَا يَزَالُ يَنْشَحِطُ حَتَّى يَمُوتَ، وَإِنَّهُ ضَرَبَ الْبَعْثَ عَلَى رَجُلٍ حَدِيثِ عَهْدٍ بِعُرْسِ ابْنَةِ عَمِّهِ، فَلَمَّا صَارَ فِي مَرْكَزِهِ كَتَبَ إِلَى ابْنَةِ عَمِّهِ كِتَابًا ثُمَّ كَتَبَ فِي أَسْفَلِهِ:
[البحر البسيط]
لَوْلَا مَخَافَةُ بِشْرٍ أَوْ عُقُوبَتِهِ ... وَأَنْ يَرَى حَاسِدِي كَفِّي بِمِسْمَارِ
إِذًا لَعَطَّلْتُ ثَغْرِي ثُمَّ زُرْتُكُمُ ... إِنَّ الْمُحِبَّ إِذَا مَا اشْتَاقَ زَوَّارُ
قَالَ: فَوَرَدَ الْكِتَابُ عَلَى ابْنَةِ عَمِّهِ فَأَجَابَتْهُ عَنْ كِتَابِهِ فِي أَسْفَلِهِ ⦗٣٤٨⦘:
لَيْسَ الْمُحِبُّ الَّذِي يَخْشَى الْعِقَابَ وَلَوْ ... كَانَتْ عُقُوبَتُهُ مِنْ فَجْوَةِ النَّارِ
بَلِ الْمُحِبُّ الَّذِي لَا شَيْءَ يُفْزِعُهُ ... أَوْ يَسْتَقِرُّ وَمَنْ يَهْوَاهُ فِي الدَّارِ
فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهَا قَالَ: لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَ هَذَا، وَأَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ فِي وَقْتِ غَدَائِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غَدَائِهِ أُدْخِلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا الَّذِي دَعَاكَ إِلَى تَعْطِيلِ ثَغْرِكَ؟ أَمَا سَمِعْتَ نَدَاءَنَا وَإِيعَاذَنَا؟ فَقَالَ لَهُ: اسْمَعْ عُذْرِي، فَإِمَّا عَفَوْتَ وَإِمَّا عَاقَبْتَ قَالَ: وَيْلَكَ، وَهَلْ لِمِثْلِكَ مِنْ عُذْرٍ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ قِصَّتَهُ وَقَصَةَ ابْنَةِ عَمِّهِ، فَقَالَ: أَوْلَى لَكَ، ثُمَّ قَالَ: يَا غُلَامُ، حُطَّ اسْمَهُ مِنَ الْبَعْثِ، وَأَعْطِهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، الْحَقْ بِابْنَةِ عَمِّكِ
2 / 347