Iʿtilāl al-qulūb
اعتلال القلوب
Editor
حمدي الدمرداش
Publisher
مكتبة نزار مصطفى الباز
Edition
الثانية
Publication Year
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
Publisher Location
مكة المكرمة
٧٠٥ - حَدَّثَنِي الْمُسَيَّبُ بْنُ عَلِيٍّ الرُّصَافِيُّ، عَنْ بَعْضِ مَشَائِخِهِ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هَمَّامٍ السَّلُولِيَّ سَبَّهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ هَمَّامٍ، إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ قُلْتُ كَيْتَ وَكَيْتَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ لِلرَّجُلِ:
[البحر الطويل]
أَنْتَ امْرُؤٌ إِمَّا تُمَسَّكَ خَالِيًا ... فَخُنْتَ وَإِمَّا قُلْتَ قَوْلًا بِلَا عِلْمِ
وَإِنَّكَ فِي الْأَمْرِ قَدْ أَتَيْتَهُ ... لَفِي مَنْزِلٍ بَيْنَ الْخِيَانَةِ وَالْإِثْمِ
وَأَنْشَدَنِي أَبُو سَهْلٍ الرَّازِيُّ: أَنْشَدَنِي الرِّيَاشِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْعُتْبِيُّ:
[البحر الطويل]
سَأَكْتُمُهُ سِرِّي وَأَحْفَظُ سَرَّهُ ... وَلَا غَرَّنِي أَنِّي عَلَيْكَ كَتُومُ
حَلِيمٌ فَيَنْسَى أَوْ جَهُولٌ بِسَعْيِهِ ... وَمَا النَّاسُ إِلَّا جَاهِلٌ وَحَلِيمُ
٧٠٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يَنْظُرُ فِي مَظَالِمِ النَّاسِ وَقَعَتْ فِي يَدِهِ رُقْعَةٌ فَقَرَأَهَا، فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ:
[البحر الطويل]
تَغَيَّرَ وَجْهُ الْبَدْرِ إِذْ غُيِّبَ الْبَدْرُ ... وَحَالَفَنِي الْهِجْرَانُ لَا سُلِّمَ الْهَجْرُ
عَلَى غَيْرِ جُرْمٍ كَانَ مِنِّي جَنَيْتُهُ ... سِوَى أَنَّنِي نَوَّهْتُ إِذْ غُلِبَ الصَّبْرُ
⦗٣٤٥⦘
وَإِنَّ امَرَأً أَهْدَى رَيَاحِينَ قَلْبِهِ ... إِلَى إِلْفِهِ إِذْ شَفَّهُ الشَّوْقُ وَالذِّكْرُ
حَقِيقٌ بِأَنْ يَصْفُوَ لَهُ الرَّدُّ وَالْهَوَى ... وَيُصْرَفَ عَنْهُ الْهَجْرُ إِذْ مُنِعَ الْعُذْرُ
فَقُلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّمَا ... أَتَيْنَاكَ لِلْفُتْيَا إِذَا وَضَحَ الْأَمْرُ
قَالَ: فَوَقَّعَ فِي ظَهْرِ الرُّقْعَةِ:
[البحر الطويل]
لَقَدْ وَضَحَتْ فِيكَ الْقَضِيَّةُ يَا عَمْرُو ... وَأَنْتَ حَقِيقٌ أَنْ يَحِلَّ بِكَ الْهَجْرُ
لِأَنَّكَ أَظْهَرْتَ الَّذِي كُنْتَ كَاتِمًا ... وَنَوَّهْتَ بِالْحُبِّ الَّذِي ضَمِنَ الصَّبْرُ وَالصَّدْرُ
فَبُحْتَ بِهِ فِي النَّاسِ حَتَّى إِذَا بَدَا ... سِقَامُ الْهَوَى نَادَيْتَ أَنْ غُلِبَ الصَّبْرُ
فَهَلَّا بِكِتْمَانِ الْهَوَى مِتَّ صَبْوَةً ... فَتَهْلِكَ مَحْمُودًا وَفِي كَفِّكَ الْعُذْرُ
فَلَسْتُ أَرَى إِنْ بُحْتَ بِالْحُبِّ وَالْهَوَى ... جَزَاءَكَ إِلَّا أَنْ يُعَاقِبَكَ الْبَدْرُ
2 / 344