Al-Iʿtibār wa-salwat al-ʿārifīn
الإعتبار وسلوة العارفين
Genres
(432) ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من باب بني شيبة على أصحابه؛ وهم يضحكون، فقال: أتضحكون؟ لا أراكم تضحكون . ثم أدبر حتى كان عند الحجر، رجع إليهم القهقرى، فقال: (( جاءني جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد إن الله يقول: لم تقنط عني عبادي؟ ?نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم، وأن عذابي هو العذاب الأليم?[الحجر:49،50].
* أبو غالب كنت أختلف إلى أبي أمامة بالشام، فدخلت يوما على فتى من جيرة أبي أمامة، فقال: مريض؛ وعنده عم له، وهو يقول: ياعدو الله، ألم آمرك؟ ألم أنهك؟ فقال الفتى: ياعماه، لو أن الله تعالى دفعني إلى والدتي، ما كانت صانعة بي؟ قال: فوالله كانت تدخلك الجنة. فقال: الله أرحم بي من والدتي.
* وعن الأصمعي: كان رجل يحدث بأهوال القيامة، وأعرابي جالس يسمع فسمع. فقال: يا هذا من يلي أمر العباد؟ قال: الله تعالى. فقال الأعرابي: الله أكبر إن الكريم إذا قدر غفر.
* هذا رحمك الله فيمن تدارك موبقته قبل زوال التكليف، فأما من لم يتب فيتحتم عليه كلمة العذاب، لأنه لو كان الكرم لكان الذنب كلما كان أعظم فغفرانه أعلى وأبلغ في الكرم، فكان يجب أن يغفر ذنوب الكفار، وضرورة تعلم خلافه من دينه عليه السلام، لو جاز إخراجه عن النار لكان تجويزه؛ روحا له في النار؛ ولا راحة في النار.
* وسئل أبو ذر رحمه الله عن ذلك؟ فقال: يتأبد في النار. فقيل: أين رحمة الله؟ قال: إن الله يقول: ?إن رحمة الله قريب من المحسنين? [الأعراف:56].
* مصنفه: فلأن تحترز عن النار، وتحتاط لنفسك بالتوبة، خير من الإغترار برجاء لا يتبعه التوبة، فتزل بك القدم فلا تأمن التلافي.
Page 360