Al-Iʿtibār wa-salwat al-ʿārifīn
الإعتبار وسلوة العارفين
Genres
فصل في الأربعين والخمسين
* قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: بلغنا أن من أتت له الأربعون سنة، قيل له: خذ حذرك، فإنك غير معذور من حلول المحذور، ليس أبناء الأربعين بأحق بالحذر من أبناء العشرين، فإن الذي يطلبهما واحد، وليس عن طلبهما براقد، وهو الموت، فاعمل لما أمامك من الهول، ودع عنك غرور القول.
* وقيل لأحمد بن عيسى بن زيد العلوي - وكان دريا مفوها-: كم سني عمرك؟
فقال: خلفت الخمسين من ورائي، وإن التفاتي إليها لطويل.
* ويقال: أخذ البحتري هذا المعنى وبعض اللفظ، فقال:
وأضللت حلمي والتفت إلى الصبى سفاها وقد جزت الشباب مراحلا
* وهب بن منبه: إن لله تعالى مناديا ينادي كل ليلة: أبناء الخمسين هلموا إلى الحساب.
* ابن أبي الدنيا أنشد لبعض أهل العلم:
إذا كانت الخمسون عمرك لم يكن .... لدائك إلا أن تموت طبيب
* لبعضهم:
وإذا مضت خمسون عن رجل .... ترك الصبا ومضى على رسل
* لابن الرومي:
فكرت في خمسين عاما مضت .... كانت أمامي ثم خلفتها
لو أن عمري مائة هدني .... تذكري أني تنصفتها
كنز حياة كان أنفقته .... على تصاريف تصرفتها
* أخذه من قول طرفة كنز حياة:
أرى العمر كنزا ناقصا كل ليلة .... وما تنقص الأيام والدهر ينفد
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي .... عقيلة مال الفاحش المتشدد
* ويقال: إنه أخذ قوله: (كانت أمامي ثم خلفتها). من قول: أحمد بن عيسى العلوي.
* سفيان بن الحسن، أن عمر بن عبد العزيز رقد ذات ليله فانتبه باكيا.
فقيل له: ما شأنك يا أمير المؤمنين؟ فقال: رأيت شيخا وقف علي، فقال:
وإذا أتت لك أربعون فعندها .... فاخش الإله وكن لموتك حاذرا
* عبد الله بن الحسن عاتب مولى له وقد أتت عليه أربعون: فماذا أنتظر بعدها؟
* مجاهد: ?بلغ أشده?: أربعين سنة.
* ابن عباس: ?بلغ أشده ?: بضعا وثلاثين.
* أبو إسحاق السبيعي: إذا بلغت الأربعين فخذ حذرك، فإن الذنوب عليك أشد استحكاما.
Page 294