عملت؟ فقالطعنته والله، ولو لم اطعنه لفظت روحي، فحمل عليه في جمع أصحابه فطعنه وعاد، فكأن هذا الشعر عن سرهنك وجمعة بقوله
لله درك ما تظن بثائرً ... حران ليس عن التراث براقد
أيقظته ورقدت عنه ولم ينم ... حنقًا عليك وكيف نوم الجاهد
إن تمكن الأيام منك وعلها ... يومًا يكل لك بالصواع الزائد
وقد يكون سرهنك هذا من الفرسان المذكورين مقدمًا في الأكراد، إلا أنه كان شابًا وجمعة رجل كهل له ميزة بالسن والتقدمية في الشجاعة.
في صدر الإسلام
وذكرت بفعلة سرهنك ما فعله مالك بن الحارث الاشتر ﵀ بأبي مسيكه الايادي. وذلك انه لما ارتدت العرب في أيام أبي بكر رضوان الله عليه، وعزم الله سبحانه له على قتالهم، جهز العساكر إلى قبائل العرب المرتدين. فكان أبو مسيكه الأيادي مع بني حنيفة وكانوا أشد العرب شوكه. وكان مالك الأشتر في جيش أبي بكر ﵀. فلما توقفوا برز مالك بين الصفين وصاحيا أبا مسيكة فبرز له فقال ويحك يا أبا مسيكة، بعد الإسلام وقراءة القرآن رجعت إلى الكفر؟ فقالإياك عني يا مالك! انهم يحرمون الخمر، ولا صبر عنها. قال هل لك في المبارزة؟ قال نعم. فالتقيا بالرماح والتقيا بالسيوف فضربه أبو مسيكة فشق رأسه وشتر عينه وبتلك الضربه سمي الأشتر. فرجع وهو معتنق رقبه فرسه إلى رحله، واجتمع له قوم من أهله وأصدقائه يبكون. فقال لأحدهمادحل يدك في فمي. فادخل إصبعه
1 / 37