عبد الله بن سوار بن ميمون
كان يكتب ليحيى بن خالد؛ قال: فدعاني يومًا لأكتب، فقال لي: اجلس فاكتب، فقلت: ليس معي دواة، فقال لي: أرأيت صاحب صناعة تفارقه آلته! وأغلظ لي في حرف أراد به حصني على الأدب، ثم دعا بدواة فكتبت بين يديه كتابًا إلى الفضل، في شيء من أموره، ففطن أني متثاقل عن الكتاب بسبب تلك المخاطبة، فأراد إزالة ذلك عني، فقال لي: أعليك دين؟ فقلت: نعم قال: كم؟ قلت: ثلاث مائة ألف درهم، فأخذ الكتاب ووقع فيه بخطه:
وكلكم قد نال شبعًا لبطنه ... وشبع الفتى لؤمٌ إذا جاع صاحبه
إن عبد الله ذكر أن عليه دينًا يخرجه منه ثلاث مائة ألف درهم، فقبل أن تضع هذا الكتاب من يدك، فأقسمت عليك لما حملت ذلك إلى منزله، من أحضر مالي قبلك، إن شاء الله! قال: فحملها الفضل إلي وما علمت لها سببًا غير تلك الكلمة.
1 / 83