91

Icrab Quran

مؤلفات السعدي

Investigator

إبراهيم الإبياري

Publisher

دارالكتاب المصري-القاهرة ودارالكتب اللبنانية-بيروت

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤٢٠ هـ

Publisher Location

القاهرة / بيروت

وهذا مثل قوله تعالى في صفتهم: (وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ) «١» . وقال عز من قائل: (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) «٢» فوصفوا في ذلك بالجبن والفرق. والتقدير: رهبتهم لكم تزيد على رهبة الله. فالمصدر المقدر حذفه في تقدير الإضافة إلى المفعول به. ومن ذلك قوله تعالى: (قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) «٣» أي: من صفاء فضة. ويكون قوله «من فضة» صفة للقوارير، كما أن «قدروها» صفة. ومن ذلك قوله تعالى: (وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ) «٤» أي: اقتحام العقبة. ثم قال: (فَكُّ رَقَبَةٍ) «٥» أي: اقتحامها فك رقبة. (ثُمَّ كانَ) «٦» أي: إن كان، أي: ثم كونه من الذين، فحذف «أن» كقوله: «أحضر الوغى «٧»» . ومن ذلك قوله تعالى: (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ) «٨» أي: من كل ذى أمر. ومن ذلك قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ) «٩» أي: من خشية عقاب ربهم. والخشية: خوف فيه تعظيم للمخشى منه، بخلاف الإشفاق، فكأنه قال: هم حذرون المعاصي من أجل خشية عقاب الله.

(١) التوبة: ٥٦. (٢) المنافقون: ٤. (٣) الدهر (الإنسان): ١٦. (٤) البلد: ١٢. (٥) البلد: ١٣. (٦) البلد: ١٧. (٧) جزء من بيت لطرفة بن العبد في معلقته، وهو بتمامة: ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغي ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي [.....] (٨) القدر: ٤ و٥. (٩) المؤمنون: ٥٧.

1 / 94