50

Icrab Quran

مؤلفات السعدي

Investigator

إبراهيم الإبياري

Publisher

دارالكتاب المصري-القاهرة ودارالكتب اللبنانية-بيروت

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤٢٠ هـ

Publisher Location

القاهرة / بيروت

فقد جاز في (أَنْ تَضِلَّ) أن تتعلق بأحد ثلاثة أشياء: أحدها: المضمر الذي دل عليه قوله: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ) «١» . والثاني: الفعل الذي هو: فليشهد رجل وامرأتان. والثالث: الفعل، الذي هو خبر المبتدأ. فإن قيل: فإن الشهادة لم توقع للضلال الذي هو النسيان، إنما وقعت للذكر والحفظ. فالقول في ذلك أن سيبويه قد قال: أمر بالإشهاد لأن تذكر إحداهما الأخرى، ومن أجل أن تذكر إحداهما الأخرى. وذكر الضلال لأنه سبب للإذكار، كما تقول: أعددته أن تميل الحائط فأدعمه. وهو لا يطلب بذاك ميلان الحائط، ولكنه أخبره بعلة الدعم وسببه. ومن حذف المضاف قوله تعالى: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ) «٢» . أي: فنعم شيئًا إبداؤها، فحذف المضاف، وهو إبداء، فاتصل الضمير فصار «ها هي» لأن «ها» يتصل بالاسم. فإذا انفصل قيل: هي. ومن ذلك قوله تعالى: (إِنَّهُ كانَ حُوبًا كَبِيرًا) «٣» . أي: إن أكله. ومثله: (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ما دُمْتُ فِيهِمْ) «٤» . أي: وقت دوامي فيهم. ومثله: (أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ) «٥» أي: بوقت لبثكم.

(١) البقرة: ٢٨٢. (٢) البقرة: ٢٧١. (٣) النساء: ٢. (٤) المائدة: ١١٧. (٥) الكهف: ١٩.

1 / 53