174

Muʾallafāt al-Saʿdī

مؤلفات السعدي

Investigator

إبراهيم الإبياري

Publisher

دارالكتاب المصري-القاهرة ودارالكتب اللبنانية-بيروت

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤٢٠ هـ

Publisher Location

القاهرة / بيروت

إما أن يكون راجعًا إلى «الناس» من قوله (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ) «١»، أو إلى (أَحَدٍ) «٢» .
فإن كان راجعًا إلى «الناس» فلا تعلق له بقوله (فَلا تَكْفُرْ)، لأنه لا معنى لقوله (فَيَتَعَلَّمُونَ) إذا كان فعل الغير أن يحمل على (فَلا تَكْفُرْ)، لفساده في المعنى.
وإن كان راجعًا إلى (أَحَدٍ) لم يكن (فَيَتَعَلَّمُونَ) أيضًا جوابًا لقوله (فَلا تَكْفُرْ)، لأن التقدير: لا يكن كفر فتعلم. / والمعنى: إن يكن كفر يكن تعلم، وهذا غير صحيح، ألا ترى أنه يجوز أن يكفر ولا يتعلم، فليس الأول سببًا للثاني، فإذا لم يجز ذلك لم يخل من أحد أمرين:
إما أن تجعل الفعل معطوفًا بالفاء على فعل قبله وإما أن نجعله خبرًا لمبتدأ محذوف.
والفعل الذي قبله لا يخلو من أن يكون (كَفَرُوا) أو (يُعَلِّمُونَ) أو (يُعَلِّمانِ)، أو فعلا مقدرًا محذوفًا من اللفظ، وهو «يأبون» . فإن عطفت على «كفروا» جاز، ويكون موضعه رفعًا كموضع «كفروا» .
وإن عطفت على (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ) فيتعلمون، جاز. و(يُعَلِّمُونَ النَّاسَ) يجوز أن يكون منصوبًا على الحال من الواو في (كَفَرُوا) . ويجوز أن يكون بدلًا عن (كَفَرُوا)، لأن تعليم السحر كفر.

(١، ٢) البقرة: ١٠٢.

1 / 177