189

قال في زبدة الحلب : وسار المعتضد في سنة 287 خلف وصيف خادم ابن أبي الساج إلى الثغور إلى أن لحقه فضم الثغور أيضا إلى كورة وعاد إلى أنطاكية ووصيف معه ، ثم رحل إلى حلب فأقام بها يومين ، ووجد لوصيف بعد أسره في بستان بحلب مال كان دفنه وهو بها مع مولاه مبلغه ستة وخمسون ألف دينار فحمل إلى المعتضد.

* ولاية أحمد بن سهل التوشجاني سنة 289

ثم رحل المعتضد إلى بغداد فمات في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وتولى الخلافة ولده أبو محمد ولقب بالمكتفي ، فصرف الحسن بن علي كورة عن ولايته وولى أحمد بن سهل التوشجاني في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين ومايتين ثم صرف عنها.

* ولاية أبي الأغر خليفة بن المبارك السلمي سنة 290 ومحاربته للقرامطة

وولى حلب في هذه السنة أبا الأغر خليفة بن المبارك السلمي ووجهه إليها لمحاربة القرمطي صاحب الخال لعنه الله ، فإنه كان قد عاث في البلاد وغلب على حمص وحماة ومعرة النعمان وسلمية وقتل أهلها وسبى النساء والأطفال ، وقدم أبو الأغر في عشرة آلاف فارس فأنفذ القرمطي سرية فخرج أبو الأغر إلى وادي بطنان ، فلما استقر وافاه جيش القرمطي يقدمه المطوق غلامه وكبسهم وقتل عامة أصحابه وخادما جليلا يقال له بدر القدامي وسلم أبو الأغر في ألف رجل ، فصار إلى قرية من قرى حلب وخرج إليه ابنه في جماعة من الرجال والأولياء فدخل إلى حلب وأقام القرامطة على مدينة حلب على سبيل المحاصرة ، فلما كان يوم الجمعة سلخ شهر رمضان من سنة تسعين ومائتين تسرع أهل مدينة حلب إلى الخروج للقاء القرامطة فوقعت الحرب بين الفئتين ورزق الله الحلبيين النصر عليهم ، وخرج أبو الأغر فأعانهم فقتل من القرامطة خلق كثير ، وخرج أبو الأغر يوم عيد

Page 211