Iclam Bi Aclam
كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام - الجزء1
Genres
معهم فى غاية التعب والقتلة ، فلم يطعهم وأطاع غروره وجهله واغتر بشجاعته وحوله ، وظن أنه لا يقابله أحد لغرته وطوله ، ولا يقاتله أحد لهيبته ودوله فدله خياله الفاسد بغرور ، وخاب ظنه كما يخيب ظن كل مغرور وخانه الزمان الجاير ، ودارت عليه الدوائر ، وانقلبت إليه بصره وهو حسير ، وظفر به عدوه الحقير ، وقيد وهو وأسير كسير ، وقتل وما للناصر من نصير ، وما جاء الفرج فرجا إلا بشرى الشهادة إلى الله المصير ، فطعمته المتماثلة بالسكاكين إلى أن انقطع منه الوتين ، وسكن عن الأنين ، فصار عيرة للناظرين ، وهو مقيد محبوس بأيدى المقاتلين فى ليلة السبت منتصف شهر صفر سنة 810 ه التى تعد هذا القتلة على بساط فى ليلة مزبلة وهو عريان عن اللباس ، يمر به الناس وينظرون إلى ذلك البدن الممتهن والجسد العارى الممتحن ، وذلك من أعظم العبر وأكبر المحن.
إلى أن حنن الله عليه بعض الأنام بعد عدة أيام فحمله وغسله وأدرجه فى كفن ووالاه فى التراب فى مقبرة «باب الفراديس».
ولعل سامعه الله وأسكنه الفراديس والرجاء من الله الكريم أن يكون قد غفر له ، فإن السيف محاء للذنوب ، والله علام الغيوب.
* * *
** ومن العمائر الحرمية فى أيامه رحمه الله تعالى :
تجديد عقد المروة بد سقوطه فى فى سنة 811 ه ، منها : أن تاجر يسمى الخوجا حسين بن محمد الشروانى أوصى فى مرض موته أن يصرف من ماله عمارة عين مكة من ماله عشرة آلاف درهم ، وأن يعمر الميضاه الهر غتمشية بخمسة الاف درهم ، فنفدت وصيته بعد ذلك فى العام المذكور.
ووقع فى أيام الناصر فرج أيضا أن السلطان شكا له من سلاطين أقصى الهند يومئذ السلطان غياث الدين أعظم شاه بن اسكندر شاه أرسل إلى الحرمين الشريفين صدقة كثيرة جاء مع خادمه ياقوت العنانى ليتصدق بها على أهل الحرمين ، ويعمر له بمكة مدرسة وربياط يوقف على ذلك أوقافا
Page 222