Iclam Bi Aclam
كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام - الجزء1
Genres
وكتب على باب بنى جمح ، أحد أبواب المسجد الحرام من جهة الصفا :
بسم الله الرحمن الرحيم ، محمد رسول الله ، أرسله بالهدى ، ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (1)، ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ، وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ، ومن دخله كان آمنا ) (2)، ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) (3).
أمر عبد الله أمير المؤمنين (أكرمه الله تعالى) بتوسعة المسجد الحرام وعمارته والزيادة فيه ؛ نظرا منه للمسلمين واهتماما بأمورهم ، والذى زاد فيه الضعف مما كان عليه قبل ، وفرغ منه ، ورفعت الأيدى عنه فى ذى الحجة سنة 11 ه ، وذلك بتيسير الله تعالى على أمير المؤمنين ، وحسن رعايته وكفايته وإكرامه له بأعظم كرامة.
وأعظم الله تعالى أجر أمير المؤمنين فيما نوى من توسعة المسجد الحرام ، وأحسن ثوابه ، وجمع له بين خيرى الدنيا والآخرة ، وأعز نصره وأيده آمين.
وحج المنصور فى ذلك العام ، وأحرم من الحيرة ، وبذل على نجله الأموال العظيمة ، أعطى أشراف قريش لكل نفر منهم ألف دينار ، وأعطى أهل المدينة عطايا لم يعطها أحد كان قبله.
ولما قضى الحج والزيارة توجه إلى زيارة بيتي المقدس ثم سلك إلى الشام ثم إلى القة ، فنزلها.
كذا ذكره الحافظ عمر بن فهد رحمه الله ، وذكر حكاية مفيدة ، أذكرها استطرادا ، وإن كانت خارجة عن مقصودنا لعظم فائدتها ، وهى : لما حج المنصور ، كان يخرج من دار الندوة إلى الطواف آخر الليل يطوف ويصلى ، ولم يعلم أحد ، فإذا طلع الفجر رجع إلى دار الندوة ، فيجئ
Page 127