77

Iclam

أعلام مالقة

Publisher

دار الغرب الإسلامي،بيروت - لبنان،دار الأمان للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Publisher Location

الرباط - المغرب

Genres

واعلم بأنّي للعوارف شاكر ... كالهيم تشكر عارفات الأمنح أشفقت من عضّ الحديد، وروعه ... في الصّدر لم يذهب ولم يتزحزح ومن ذلك قوله: [بسيط] ويحسبون بأنّ الدّهر غيّركم ... والظّن أكذب. أين الفضل والكرم يا حافظ العهد، إن خان الرّجال به ... ألم تكن بيننا فيما مضى ذمم وإن توقّف عطف أو جفا كرم ... فالطّرف يكبو، وينبو الصّارم الخذم أبا عليّ، وخير القول أصدقه ... دع ما تجيء به الظّنّات والتّهم تسيء بي الظن والرحمن يشهد لي ... أني بحبلك بعد الله أعتصم / من غيّر الودّ ما بيني وبينكم ... تغيّرت عنده الأرزاق والنّعم فلا تطاوع أناسا في صدورهم ... مع الحسادة نار الحقد تضطرم من أجل نكسي يرى أنّ الصّلاح به ... أن يظهر الشّرّ مثل الموج يلتطم فاخفض جناحا وخذ بالعفو ما ظلموا ... لا زلت تعفو، ومن عاداك تنتقم إذا أصابت من الأيّام حادثة ... فأنت نور لديه تنجلي الظّلم وإن غدوت خفيف الجسم ضامره ... فالذّابلات إليها تجنح البهم الخيل تسبق إن كانت مضمّرة ... والسّهم ينحت والصّمصام والقلم فلا تمكّن سفيها من إرادته ... فيصبح الرّأس تعلو فوقه القدم شاور أخاك ودع بعض الورى همجا ... أمّا الذّئاب فما ترعى بها الغنم واشدد يديك بمن صحّت مودّته ... فليس يدبغ جلد مسّه حلم وقد دعوت إلى إصلاح فاسده ... وما بأذنك عن أمثالها صمم وسقت بيتا جرى في دهرنا مثلا ... والشّعر فيه ترى الأمثال والحكم «يا أعدل النّاس إلاّ في معاملتي ... فيك الخصام، وأنت الخصم والحكم» (١) قال أبو العباس أصبغ ﵀: هذه القصيدة كانت سبب عفوهم عنه، والله يغفر للجميع.

(١) البيت المضمن للمتنبي. وهو في ديوانه ٨٣/ ٤.

1 / 83