«والهجرة» قائمة على حدها لرسول ما، ما كان لله في أهل الإسلام مستسر لأمة ومعلنها، لا يقع «اسم الهجرة» على أحد إلا بمعرفة الحجة في الأرض، فمن عرفها، وأقر بها فهو مهاجر.
ولا يقع اسم «الاستضعاف» على من بلغته الحجة فسمعتها أذنه، ووعاها قلبه.
إن أمرنا صعب لا يجهله إلا عبد امتحن الله قلبه بالإيمان، ولا يعى حديثنا إلا صدور مبينة، وأعلام رزينة.
أيها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، فلا أنا بطريق السماء أعلم مني بطريق الأرض: قبل أن تشعر برجلها فتنة تطأ في خطامها، وتذهب بأحلام قومها!
٣- ومن كلامه كرم الله وجهه
أما بعد، فصلوا بالناس «الظّهر» حين تفيء الشمس «١» مثل مربض البعير.
وصلوا بهم «العصر» والشمس ضاحية «٢» في عضو من النهار، حين يشارفها «٣» فيء فرسخين.
وصلوا بهم «المغرب» حين يفطر الصائم، ويدفع «٤» الحاج.
وصلوا بهم «العشاء الآخرة» حين يتوارى الشفق «٥» .
وصلوا بهم «الغداة» «٦» والرجل يعرف وجه صاحبه. وصلوا بهم صلاة أضعفهم، ولا تكونوا فتانين!
1 / 42