206

Icjaz Quran

إعجاز القرآن للباقلاني

Investigator

السيد أحمد صقر

Publisher

دار المعارف

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٩٩٧م

Publisher Location

مصر

وإذا هو يريد هذا بعينه: أن يعمل الابيات فلا يصيب فيها بيت نادر (١)، كما أن الرامي إذا رمى برشقه فلم يصب بشئ (٢)، قيل: قد أخلى. قال (٣): وكان " علي بن الجهم " أحسن الناس علما بالشعر (٤) . وقوم من أهل اللغة يميلون إلى الرصين من الكلام، الذي يجمع الغريب والمعاني، مثل أبي عمرو بن العلاء، وخلف الأحمر، والأصمعي. / ومنهم من يختار الوحشي من الشعر، كما اختار المفضل (٥) للمنصور من " المفضليات " وقيل: إنه اختار ذلك لميله إلى ذلك الفن. وذكر الحسن بن عبد الله: أنه أخبره بعض الكتاب عن علي بن العباس، قال: حضرت مع البحتري مجلس عبيد الله بن عبد الله بن طاهر (٦)، وقد سأل البحتري عن أبي نواس ومسلم بن الوليد: أيهما أشعر؟ فقال البحتري: أبو نواس أشعر. فقال عبيد الله: إن أبا العباس ثعلبًا لا يطابقك على قولك، ويفضل مسلمًا. فقال البحتري: ليس هذا من عمل ثعلب وذويه من المتعاطين لعلم الشعر دون عمله، إنما يعلم ذلك من دفع في مسلك (٧) الشعر إلى مضايقه، وانتهى إلى ضرواته (٨) . فقال له عبيد الله (٩): وريت بك زنادي يا أبا عبادة، وقد وافق حكمك حكم أخيك بشار بن برد في جرير والفرزدق، [فإن دعبلا حدثنى عن أبى نواس، أنه حضر بشارا، وقد سئل عن جرير والفرزدق، و] (١٠) أيهما أشعر؟ فقال: جرير أشعرهما. فقيل له: / بماذا؟ فقال: لأن جريرًا يشتد، إذا شاء، وليس كذلك الفرزدق، لانه يشتد أبدا. فقيل له: فإن يونس وأبا عبيدة يفضلان الفرزدق على جرير.

(١) م " فيها بيتا نادرا " (٢) م " شيئا " (٣) سقطت كلمة " قال " من م (٤) راجع أخبار أبى تمام ص ٦٣ (٥) م " اختار ذلك المفضل " (٦) كان واليا على شرطة بغداد. ولد سنة ٢١٣ وتوفى سنة ٣٠٠ راجع ترجمته في وفيات الاعيان ٢ / ٣٠٤ - ٣٠٦. (٧) س " وقع في سلك " م، أ " دفع في مسلك " (٨) دلائل الاعجاز ص ١٩٥ (٩) س " عبد (١٠) الزيادة من م، ا (*)

1 / 116