120

Ibtal al-Ta'weelat

إبطال التأويلات - ط غراس

Investigator

أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي

Publisher

غراس للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Publisher Location

الكويت

Genres

الفصل الثاني في إثبات رؤيته لله سبحانه في تلك الليلة ٩١ - وقد اختلفت الرواية عن أحمد في ذلك: فروى أبو بكر المروذي قال: قلت لأبي عبد الله: إن قومًا يقولون إن عائشة قالت: من زعم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم الفرية (^١). فبأي شيء تدفع قول عائشة؟ قال: بقول النبي ﷺ "رأيت ربي" وقول النبي ﷺ أكبر من قولها.

(^١) أخرجه مسلم (١/ ١٥٩) والترمذي (٥/ ٢٦٢ - ٢٦٣) وابن جرير في تفسيره (٢٧/ ٣٠) عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق قال: كنت متكئًا عند عائشة فقالت: يا أبا عائشة: ثلاثٌ من تكلم بواحدةٍ منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن؟ قالت: من زعم أن محمدًا ﷺ رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال وكنت متكئًا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين! أنظريني ولا تعجليني، ألم يقل الله ﷿ ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣)﴾ [التكوير: ٢٣]، ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)﴾ [النجم: ١٣]، فقالت: أنا أولُ هذه الأمةِ سأل عن ذلك رسولَ الله ﷺ فقال: "إنما هو جبريل، لم أرهُ على صُورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطًا من السماء سادًّا عِظَمُ خلقه ما بين السماء إلى الأرض"، فقالت: أو لم تسمع أن الله يقول ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٠٣)﴾ [الأنعام: ١٠٣]، أولم تسمع أن الله يقول: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (٥١)﴾ [الشورى: ٥١]. وفي البخاري (٨/ ٦١٠) ومسلم (١/ ١٥٨) سألت زرّ بن حبيش عن قول الله ﷿ ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩)﴾ [النجم: ٩]، قال: أخبرني عبد الله بن مسعود: أن النبي ﷺ رأى جبريل له ستمائة جناح"، وفي مسلم أنه فسَّر قوله تعالى ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (١١)﴾ وقوله ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (١٨)﴾ بأنه جبريل، وفيه أيضًا أن أبا هريرة فسَّر ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)﴾ بأنه جبريل. فهذا هو الصواب في هذه المسألة، والمصنف قد أخطأ في قوله إن النبي ﷺ رأى ربه عيانًا. وانظر كلام ابن تيمية عن هذا في المقدمة.

1 / 129