Ibrahim Abu Anbiya
إبراهيم أبو الأنبياء
Genres
وكان لإبراهيم أخوان؛ وهما: هاران وناحور، ولدا آزر.
فهاران أولد لوطا، وأما ناحور فأولد بتويل، وبتويل أولد لابان، ولابان أولد ليا وراحيل زوجتي يعقوب. ومن يزعم أن الذبيح إسحاق يقول: كان موضع الذبح بالشام على ميلين من إيليا، وهي بيت المقدس.
ومن يقول إنه إسماعيل يقول: إن ذلك كان بمكة.
وقد اختلف في الأمور التي ابتلى الله إبراهيم بها، فقيل هي هجرته عن وطنه، والختان، وذبح ابنه، وقيل غير ذلك.
وفي أيام إبراهيم توفيت زوجته سارة بعد وفاة هاجر - وفي ذلك خلاف - وتزوج إبراهيم بعد موت سارة امرأة من الكنعانيين، وولدت من إبراهيم ستة نفر، وكان جملة أولاد إبراهيم ثمانية: إسماعيل، وإسحاق، وستة من الكنعانية على خلاف في ذلك ...» •••
ثم انتقل المؤرخ إلى سيرة إسماعيل وإسحاق، فقال عن إسماعيل: «إنه ولد لإبراهيم لما كان لإبراهيم من العمر ست وثلاثون سنة، ولما صار لإسماعيل ثلاث عشرة سنة تطهر هو وإبراهيم، ولما صار لإبراهيم مائة سنة وولد له إسحاق؛ أخرج إسماعيل وأمه هاجر إلى مكة بسبب غيرة سارة منها، وقولها: أخرج إسماعيل وأمه؛ لأن ابن الأمة لا يرث مع ابني. وسكن مكة مع إسماعيل من العرب قبائل جرهم، وكانوا قبله بالقرب من مكة، فلما سكنها إسماعيل اختلطوا به، وتزوج إسماعيل امرأة من جرهم ورزق منها اثني عشر ولدا.
ولما أمر الله تعالى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ببناء الكعبة - وهو البيت الحرام - سار من الشام وقدم على ابنه إسماعيل بمكة، وقال: يا إسماعيل، إن الله تعالى أمرني أن أبني له بيتا، فقال إسماعيل: أطع ربك، فقال إبراهيم: وقد أمرك أن تعينني عليه، قال: إذن أفعل. فقام إسماعيل معه، وجعل إبراهيم يبنيه وإسماعيل يناوله الحجارة، وكانا كلما بنيا دعوا فقالا: ربنا تقبل منا؛ إنك أنت السميع العليم.
وكان وقوف إبراهيم على حجر وهو يبني، وذلك الموضع هو مقام إبراهيم، واستمر البيت على ما بناه إبراهيم إلى أن هدمته قريش سنة خمس وثلاثين من مولد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وكان بناء الكعبة بعد مضي مائة سنة من عمر إبراهيم بمدة، فيكون بالتقريب بين ذلك وبين الهجرة ألفان وسبعمائة ونحو ثلاث وتسعين سنة.
وأرسل الله إسماعيل إلى قبائل اليمن وإلى العماليق، وزوج إسماعيل ابنته من ابن أخيه العيص
Unknown page