77

Ibrahim Abu Anbiya

إبراهيم أبو الأنبياء

Genres

ولد لناخور ثمانية من زوجته ملكة؛ وهم: عز، وبوغر، وبثوئيل، وخزام، وعنرو، وآدلفاس، وآدفاس، وثبوئيل، وهؤلاء هم أبناؤه الشرعيون من زوجته ملكة، أما أبناؤه الآخرون فهم: طباي، وجدام، وطاو، وماخاس من جاريته روما.

وولد لبثوئيل بنت اسمها رفقة، وولد اسمه لابان ...

ولما لم يكن لإبراهيم ولد شرعي تبنى لوطا، ابن أخيه حاران وأخا زوجته سارة، وترك بلاد الكلدانيين وهو في الخامسة والسبعين؛ ليذهب إلى كنعان حيث أمره الله، وحيث ترك ذريته من بعده.

وكان إبراهيم رجلا متيقظ الذهن في جميع الأمور، مقنعا لمن يسمعه، غير مخطئ في فهمه واستدلاله، فأدرك من حقائق الفضائل ما لم يدركه سائر البشر، واعتزم أن يصحح الأفكار التي شاعت بينهم عن الله ويغيرها، فكان من ثم أول من اجترأ على المناداة بأن الله خالق الكون واحد، وأنه إذا وجد كائن آخر ينفع الناس فإنما يفعل ذلك بإذنه، لا يفعله بقدرة من عنده.

وقد انتهى إلى ذلك من مراقبته لما يطرأ على الأرض والماء، والشمس والقمر، وسائر الأجرام السماوية من عوارض التغير والتقلب، أو لاح له أن هذه الأجرام لو كانت لها مشيئة لحكمت على نفسها، فأما وهي لا تملك نفسها، فكل ما تصنعه وكل ما ينفعنا من صنيعها؛ فليس من عندها، بل من عند من يحكمها، وهو الجدير دون سواه بالشكر والطاعة منا ...

والواقع أن هذه الأفكار هي التي أثارت عليه الكلدانيين والعراقيين، فرأى من الخير بمشيئة الله ومعونته أن يرحل إلى أرض كنعان، وهناك استقر وبنى لله مذبحا، وقدم عليه القربان.

ويذكر المؤرخ برسوس أبانا إبراهيم ولا يسميه حيث يقول: إنه في الجيل العاشر بعد الطوفان عاش بين الكلدانيين رجل صدق متبحر في العلوم السماوية ... وزاد المؤرخ هكتاتوس

2

على ذلك أنه ألف كتابا عنه، وقال نقولا الدمشقي في الكتاب الرابع من تاريخه: إن إبراميس

3

Unknown page