Ibrahim Abu Anbiya
إبراهيم أبو الأنبياء
Genres
فقام إبراهيم وسجد لشعب الأرض، لبني حث، وكلمهم قائلا: إن كان في نفوسكم أن أدفن ميتي من أمامي، فاسمعوني والتمسوا لي من عفرون بن صوحر أن يعطيني مغارة المكفيلة التي له في طرف حقله، وبثمن كامل يعطيني إياها ... وكان عفرون جالسا بين بني حث، فأجابه على مسمع من قومه لدى جميع الداخلين باب مدينته قائلا: لا يا سيدي، اسمعني: الحقل وهبتك إياه، والمغارة التي فيه لك وهبتها ...
فسجد إبراهيم أمام شعب الأرض وكلم عفرون في مسامع شعب الأرض قائلا: بل إن كنت أنت إياه فليتك تسمعني، أعطيك ثمن الحقل فأدفن ميتي هناك، فأجاب عفرون إبراهيم قائلا له: يا سيدي، اسمعني: أرض بأربعمائة شاقل فضة ما هي بيني وبينك؛ فادفن ميتك. فسمع إبراهيم لعفرون، ووزن إبراهيم لعفرون الفضة التي ذكرها في مسامع بني حث؛ أربعمائة شاقل فضة جائزة عند التجار. ••• «وشاخ إبراهيم وتقدم في الأيام،
13
وباركه الرب في كل شيء، وقال إبراهيم لعبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له: ضع يدك تحت فخذي، فأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض، ألا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم، بل إلى أرضي وعشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني إسحاق، فقال له العبد: ربما لا تشاء المرأة أن تتبعني إلى هذه الأرض، هل أرجع بابنك إلى الأرض التي خرجت منها؟ فقال إبراهيم: احترز من أن ترجع بابني إلى هناك: الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي ومن أرض ميلادي، والذي كلمني، والذي أقسم لي قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض، هو يرسل ملائكة أمامك فتأخذ زوجة لابني من هناك، وإن لم تشأ المرأة أن تتبعك تبرأت من حلفي هذا. أما ابني فلا ترجع به إلى هناك، فوضع العبد يده تحت فخذ إبراهيم مولاه، وحلف له على هذا الأمر.
ثم أخذ العبد عشرة جمال من جمال مولاه، ومضى وجميع خيرات مولاه في يده، فقام وذهب إلى آرام النهرين، إلى مدينة ناحور، وأناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت المساء، وقت خروج المستقيات، وقال: أيها الرب، إله سيدي إبراهيم، يسر لي اليوم واصنع لطفا إلى سيدي إبراهيم، ها أنا واقف على عين الماء وبنات أهل المدينة خارجات ليستقين ماء، فليكن أن الفتاة التي أقول لها: أميلي جرتك لأشرب، فتقول: اشرب وأنا أسقي جمالك، هي التي عينتها لعبدك إسحاق، وبها أعلم أنك صنعت لطفا إلى سيدي.
وإذ كان لم يفرغ بعد من الكلام، إذا رفقة التي ولدت لبتوئيل بن ملكة، امرأة ناحور أخي إبراهيم، خارجة وجرتها على كتفها، وكانت الفتاة حسنة المنظر جدا، وعذراء لم يعرفها رجل، فنزلت إلى العين وملأت جرتها وطلعت، فركض العبد للقائها وقال: اسقيني قليل ماء من جرتك، فقالت: اشرب يا سيدي. وأسرعت وأنزلت جرتها على يدها وسقته، ولما فرغت من سقيه قالت: أستقي لجمالك أيضا حتى تفرغ من الشرب. فأسرعت وأفرغت جرتها في المسقاة، وركضت أيضا إلى البئر لتستقي.
فاستقت لكل جماله والرجل يتفرس فيها صامتا ليعلم أأنجح الرب طريقه أم لا. وحدث عندما فرغت الجمال من الشرب أن الرجل أخذ خزامة ذهب وزنها نصف شاقل وسوارين على يديها وزنهما عشرة شواقل ذهب، وقال: بنت من أنت؟ أخبريني هل في بيت أبيك مكان لنبيت؟ فقالت: أنا بنت بتوئيل بن ملكة الذي ولدته لناحور، وقالت له: عندنا تبن وعلف كثير، ومكان لتبيتوا أيضا، فخر الرجل وسجد للرب وقال: مبارك الرب إله سيدي إبراهيم، الذي لم يمنع لطفه وحقه عن سيدي؛ إذ كنت أنا في الطريق هداني الرب إلى إخوة سيدي. فركضت الفتاة وأخبرت بيت أمها بحسب هذه الأمور.
وكان لرفقة أخ اسمه لابان، فخرج لابان إلى الرجل خارجا إلى العين.» •••
ويلي هذا «في الإصحاح الرابع والعشرين» وصف العبد ما حدث له حتى التقى بالفتاة «فأجاب لابان وبتوئيل وقالا: من عند الرب خرج الأمر، لا نقدر أن نكلمك بشر أو خير، هو ذا رفقة قدامك، خذها واذهب، فلتكن زوجة لابن سيدك كما تكلم الرب. وكان عندما سمع عبد إبراهيم كلامهم أنه سجد للرب إلى الأرض، وأخرج آنية فضة وآنية ذهب وثيابا وأعطاها لرفقة، وأعطى تحفا لأخيها ولأمها، فأكل وشرب هو والرجال الذين معه وباتوا، ثم قاموا صباحا فقال: اصرفوني إلى سيدي، فقال أخوها وأمها: لتمكث الفتاة عندنا أياما أو عشرة، وبعد ذلك تمضي.»
واستشيرت الفتاة فقبلت أن تذهب مع العبد، فصرفوا رفقة أختهم ومرضعتها وعبد إبراهيم ورجاله، وباركوا رفقة وقالوا لها: أنت أختنا، صيري ألوف ربوات،
Unknown page