Ibrāhīm Abūʾl-Anbiyāʾ
إبراهيم أبو الأنبياء
Genres
وقد علم المنقبون أن هذه القصة منسوخة من مصدر قديم أقدم منها، فهذه الألواح لا يقل تاريخها عن ألفين وخمسمائة سنة، والمصدر الذي نقلت منه يرجع إلى أوائل الألف الثالثة قبل الميلاد.
وعلم المنقبون في جميع آثار الأرض، التي كشفت في العالم القديم أو العالم الجديد، أن قصة الطوفان عامة لا تنفرد بها الآثار البابلية، ولا يقل تاريخها في القدم عن تاريخها. (3) عبادة الكواكب
ومن كلامهم عن الخليقة والطوفان نعلم أنهم كانوا يؤمنون بإله عظيم خلق الآلهة الصغار، وقدر لها منازلها في السماء.
وهذه الآلهة الصغار هي الأجرام العلوية، وأشهرها القمر، وقد عمت عبادته بلاد الساميين «أو العرب الأوائل» من وادي النهرين إلى سيناء، ويسمونه سين، ومنها أخذ اسم سيناء، ولعله في الأصل من مادة السنى والسناء.
وكان له اسم علم في وادي النهرين هو «نانار»، وهو الذي يتوجهون إليه بالعبادة، وكان له مركز في مدينة «أور» بلد الخليل إبراهيم، ومركز في شمال العراق، ومعه هناك إله آخر يسمونه مردوخ أو المريخ.
وفي صلواتهم للقمر يقولون: «يا رب، يا من قدرته الوهابة تمتد ما بين السماء والأرض، ومن يجلب الغيوم والمواسم، ويسهر على الأحياء، ومن يعظم في السماء عالية وصيته، ومن يعظم في الأرض عالية وصيته، ومن تسبح له الأرواح السماوية والأرواح الأرضية، مشيئتك أنت في السماء مشرقة، ونسألك أن تكشف لنا مشيئتك على الأرض؛ فإن مشيئتك تطيل الحياة، وتبسط لها الرجاء، وتشمل كل كائن شمولا عجيبا، وأنت تجري العدل على قضاء الإنسان، وما من أحد ينفذ إلى سرها أو يقيس عليها ... أنت رب الأرباب ما لك من شبيه ولا نظير ...»
وكانوا منذ أقدم العصور على عهد السومريين «أو الشمريين» يرفعون الصروح لرصد الكواكب واستطلاع الطريق، وهي الصروح التي يسمونها «زجراث» أو أماكن عالية. ويعلل المؤرخون المنقبون ذلك بنشأة السومريين في بلاد جبلية، وأن الجبل والشرق والبلد يطلق عليها في لغتهم اسم واحد هو «كور»، ومعناه في العربية قريب من هذا المعنى؛ لأنه يطلق على مجتمع القرى ،
1
وعلى العمامة، وعلى الكارة التي تحمل على الرأس أو الكتف.
وكانت هياكلهم المبنية ترصد للأرباب السماوية، وتنصب فيها التماثيل بأسمائها، ومن هنا عبادة الأصنام.
Unknown page