صلى الله عليه وسلم
قال: «من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار.» (2)
وعن جندب أنه قال: «من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ»؛ أي لأنه لم يأت الأمر من بابه. (3)
وعن معمر أن أبا بكر الصديق قال: «أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم.» (4)
وقال عبد الله بن عمر: «أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون
11
القول في التفسير، منهم سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع.»
وبعد أن ذكر ابن تيمية آثارا كثيرة أخرى، قال في ختام مقدمته في أصول التفسير: «فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف، محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به، فأما من يتكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه. ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد.
فإنه كما يجب السكوت عما لا علم للمتكلم به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى:
لتبيننه للناس ولا تكتمونه ، ولما جاء في الحديث المروي من طرق: «من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار.»
Unknown page