Ibn Taymiyya Hayathu
ابن تيمية حياته عقائده
Genres
فهذا هو الزهرى، برى منه قوم، وقوم قبحوه، وبعد فهو معدود في من كان ينال من على (ع)، كيف لا وهو صاحب شرطه بنى اميه؟ وقد صح عن النبى (ص) في على (ع): (لا يحبك الا مومن ولا يبغضك الا منافق) فهذه احسن حال الزهرى عندالله وعند عباده الصالحين! ايفضل من هذه حاله على الامام الباقر، باقر العلوم الذى ملا الدنيا حديثا وفقها وهو مع ذلك اشرف اهل الارض في زمانه واعلاهم فضلا ومنزله؟!.
وعلى هذا النحو مضى مع سائر ائمه اهل البيت(ع) منكرا لفضلهم، منتقصا من منزلتهم، مجادلا في احاديثهم جدال المعاندين..
فحين يذكر ابن المطهر حديث الامام الكاظم موسى بن جعفر عليهماالسلام في صباه، في جوابه لابى حنيفه في بعض الاداب وفى القدر: قال ابو حنيفه: دخلت المدينه فاتيت جعفر بن محمد فسلمت عليه وخرجت من عنده فرايت ابنه موسى في دهليز قاعدا في مكتب له وهو صبى صغير السن، فقلت له: يا غلام، اين يحدث الغريب عندكم اذا اراد ذلك؟.
فنظر الى ثم قال: يا شيخ، اجتنب شطوط الانهار ومسقط الثمار وفى ء النزال وافنيه الدور والطرق النافذه والمساجد، وارفع وضع بعد ذلك حيث شئت.
قال: فلما سمعت هذا القول منه نبل في عينى وعظم في قلبى، فقلت له: جعلت فداك ، ممن المعصيه؟.
فنظر الى ثم قال: اجلس حتى اخبرك ، فجلست بين يديه، فقال : ان المعصيه لا بد ان تكون من العبد او من خالقه او منهما جميعا، فان كانت من الله تعالى فهو اعدل وانصف من ان يظلم عبده وياخذه بما لم يفعله، وان كانت منهما فهو شريكه والقوى اولى بانصاف عبده الضعيف، وان كانت من العبد وحده فعليه وقع الامر، واليه توجه النهى، وله حق الثواب وعليه العقاب ووجبت له الجنه او النار.
قال ابو حنيفه: فلما سمعت ذلك قلت: ( ذريه بعضها من بعض والله سميع عليم).
Page 236