Ibn Taymiyya Hayathu
ابن تيمية حياته عقائده
Genres
قلب الشيخ اوراق يزيد فوجد اجماع المورخين على انه كان لا يقيم الصلاه، ولا يدع الخمره، ولا يفارق الغانيات! فاغمض عينيه عن كل هذا، ووضع اصبعيه في اذنيه، وغاص في بحور التاويل ليستنقذ غريقه، ومضى حتى اخرجه بريئا من قتل الحسين غير ملوم فيه، بكلام سياتى ذكره لاحقا، ثم قال: ولكن ظهر من امره في اهل الحره ما لا نستريب انه عدوان محرم، وكان له موقف في القسطنطينيه - وهو اول جيش غزاها - ما يعد من الحسنات!.
فهل ذهب يزيد الى القسطنطينيه فاتحا، حاملا رساله القرآن وآداب النبوه بين جنبيه يبلغها هناك ، ام كان ابوه قد حشره في ذلك الجيش ليصطنع له منقبه يرددها عباد الملوك فيجعلون منه بطلا مغفورا له ما تقدم وما تاخر؟ فمن سيكون اذن اولى منه بخلافه ابيه؟!.
حين اشار المغيره بن شعبه على معاويه بولايه العهد ليزيد، قائلا: لقد وضعت رجل معاويه في غرز بعيد الغايه على امه محمد، وفتقت عليهم فتقا لا يرتق ابدا!.
منذ ذلك الحين كان معاويه واصحابه يحتالون لاقناع الناس بالمرشح الجديد لخلافه ابيه، بعث معاويه الى زياد بن ابيه عامله على البصره يذكر له ما اظهره المغيره ويحثه على الدعوه ليزيد بولايه العهد، فاستشار زياد اصحابه في ان يكتب جوابا لمعاويه يقول فيه: ان كتابك ورد على بكذا، فما يقول الناس اذا دعوناهم الى بيعه يزيد وهو يلعب بالكلاب والقرود ويلبس المصبغ ويدمن الشراب ويمشى على الدفوف، وبحضرتهم الحسين بن على، وعبدالله بن عباس، وعبدالله بن الزبير، وعبدالله بن عمر؟!.
فاشاروا عليه ان لا يكتب هذا فيغيض معاويه، ولكن يتوصلون اليه ان يامر يزيد بان يتخلق باخلاق هولاء حولا وحولين فعسانا ان نموه على الناس!.
وكان معاويه عارفا بذلك ، بعث اليه المغيره عشره - وقيل اكثر - من اهل الكوفه اعطاهم ثلاثين الف درهم وبعث معهم ابنه موسى بن المغيره، فاتوا معاويه يزينون له البيعه ليزيد.
Page 205