90

Ibn Rumi

ابن الرومي: حياته من شعره

Genres

إذ فسر كلمة «عينان» فروي عن ابن حبيب أنه قال: «عان الماء يعين عينا وعينانا إذا ساح.»

فهؤلاء ثلاثة من أساتذة ابن الرومي على هذا الاعتبار، ولا علم لنا بغيرهم فيما راجعناه، وحسبنا مع هذا أن الرجل - كيفما كان تعليمه وأيا كان معلموه - قد نشأ على نصيب واف من علوم عصره، وساهم في القديم والحديث منها بقسط وافر في شعره، فلو لم يقل المعري: إنه كان يتعاطى الفلسفة، والمسعودي: إن الشعر كان أقل آلاته، لعلمنا ذلك من شواهد شتى في كلامه، فهي هناك كثيرة متكررة لا يلم المتصفح ببعضها إلا جزم باطلاع قائلها على الفلسفة، ومصاحبة أهلها، واشتغاله بها حتى سرت في أسلوبه وتفكيره، وما كان متعلم الفلسفة في تلك الأيام يصنع أكثر من ذلك ليتعلمها، أو ليعد من متعلميها، فأنت لا تقرأ لرجل غير مشتغل أو ملم بالفلسفة والقياس المنطقي والنجوم كلاما كهذا الكلام:

لما تؤذن الدنيا به من صروفها

يكون بكاء الطفل ساعة يولد

وإلا فما يبكيه منها وإنها

لأرحب مما كان فيه وأرغد

أو:

سأمدح بعض الباخلين لعله

إذا اطرد المقياس أن يتسمحا

أو:

Unknown page