يكذب في وعده ويخلفه!
لا يعرف القرن وجهه ويرى
قفاه من فرسخ فيعرفه!
وقال المعري في رسالة الغفران: «أما ابن الرومي فهو أحد من يقال: إن أدبه كان أكثر من عقله، وكان يتعاطى علم الفلسفة، واستعار من أبي بكر بن السراج كتابا فتقاضاه به، فقال ابن الرومي: لو كان المشتري حدثا لكان عجولا. والبغداديون يدعون أنه متشيع ويستشهدون على ذلك بقصيدته الجيمية، وما أراه إلا على مذهب غيره من الشعراء، ومن أولع بالطيرة لم ير فيها من خيرة.»
أما وفاته ففيها يقول المسعودي في كتابه مروج الذهب: «وممن أهلك القاسم بن عبيد الله على ما قيل بالسم في خشكنانجة علي بن العباس بن جريج الرومي، وكان منشؤه ببغداد ووفاته بها، وكان من مختلقي معاني الشعراء، والمجودين في القصير والطويل، متصرفا في المذاهب تصرفا حسنا، وكان أقل أدواته الشعر ... وكان ابن الرومي الأغلب عليه من الأخلاط السوداء، وكان شرحها نهما، وله أخبار تدل على ما ذكرناه من هذه الجمل مع أبي سهل إسماعيل النوبختي وغيره من آل النوبخت.»
واختلفت الروايات في قتله، فقال الشريف المرتضي في أماليه:
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني الباقطاني، قال: اتصل بعبيد الله بن سليمان بن وهب أمر علي بن العباس الرومي وكثرة مجالسته لأبي الحسين القاسم ابنه، وسمع شيئا من أهاجيه، فقال لأبي الحسين: قد أحببت أن أرى ابن روميك هذا. فدخل يوما عبيد الله إلى أبي الحسين وابن الرومي عنده، فاستنشده من شعره فأنشده وخاطبه، فرآه مضطرب العقل جاهلا، فقال لأبي الحسين بينه وبينه: إن لسان هذا أطول من عقله، ومن هذه صورته لا تؤمن عقاربه عند أول عتب، ولا يفكر في عاقبته، فأخرجه عنك! فقال: أخاف حينئذ أن يعلن ما يكتمه في دولتنا ويذيعه في تمكننا، فقال: يا بني، إني لم أرد بإخراجك له طرده، فاستعمل فيه بيت أبي حية النميري:
فقلت لها سرا: فديناك لا يرح
سليما، وإن لا تقتليه فألممي
فحدث القاسم ابن فراس بما جرى، وكان أعدى الناس لابن الرومي، وقد هجاه بأهاج قبيحة، فقال له: الوزير - أعزه الله - أشار بأن يغتال حتى يستراح منه، وأنا أكفيك ذلك ... فسمه في الخشكنانج فمات ... قال الباقطاني: والناس يقولون: ما قتله ابن فراس وإنما قتله عبيد الله. قال ابن الرومي لما رجع إلى داره وقد دب السم في أعضائه شعرا:
Unknown page