يا ويح من أصبح في غمة
ليس له من كربها مخرج
فروحه تزعج عن جسمه
وجسمه عن بيته يزعج
وقد تكون هذه الدار هي التي نزعتها منه المرأة، وقد تكون دارا مأجورة وهو الأرجح عندنا؛ لأن الشاعر لا يقول في مزاياها إلا أنها «محل قد استطاب حلوله»، و«منزل أحب نزوله»، وأنها مكان:
فيه عافاني الإله من الشك
و وفك الإله عني كبوله
بعد جهد حملت منه ضروبا
ليس أثقالهن بالمحموله
وهو كلام أشبه بأن يقال في مكان جرب بعد تجربة غيره، وكان فيه معنى للاستطابة والاختيار، وله على غيره من الأماكن المأجورة مزية الموافقة والاستحسان، ويزيد في ترجيح ذلك أن الشاعر يقول: إنه كان يرجو «ملك» دار معمورة مأهولة، فما كفاه أن تفوته الدار المملوكة حتى أزعجوه عن مسكنه، وذلك بما تقدم أشبه.
Unknown page