153

Ibn Rumi

ابن الرومي: حياته من شعره

Genres

من بشر ناموا عن المجد

وكلهم يصدمه عامدا

أو تائه اللب بلا عمد

والبائس المسكين مستسلم

أذل للمكروه من عبد

وما اشتهى ذاك ولكنه

فر من اللؤم إلى الجهد

فر إلى الحمل على ضعفة

من كلحات المكثر الوغد

وما كان بينه وبين ذلك الحمال من صلة حركت فيه ذلك الإشفاق عليه، والعجب من صبره إلا أنه كان يؤثر مقاساة الجهد على مقاساة اللؤم، وبرح العناء على التكسب بمدح البخلاء، ويريح نفسه مما يعانيه الشاعر، ويفتقر إليه من استجداء النوال وذل السؤال، وهي صلة لا تتحرك بها العاطفة إلا في نفس مجبولة على العطف، والتأسي بأحوال الكبير والصغير والرفيع والوضيع. «وكان هو وصديق له متصلين برجل جليل من حاشية السلطان، فكان المتصل به يسرف على صديقه في الاستخفاف به»، فقال ابن الرومي يلوم ذلك الرجل الجليل على استخفافه بصديقه:

Unknown page